فلسطين أون لاين

​محللان: مناقشة "الكابينيت" قضية الجنود الأسرى يدخلها مرحلة جديدة

...
صورة أرشيفية لأربعة من جنود الاحتلال أعلن القسام أنهم أسرى لديه
غزة - حازم الحلو

رأى محللان سياسيان، أن سلوك الاحتلال في التعاطي مع قضية جنوده الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة، سيدخل مرحلة جديدة في ضوء الاعلان عن عزمه بحث قضيتهم خلال جلسة سيعقدها، غدًا، المجلس الأمني الوزاري المصغر "الكابينت".

وأعلنت وسائل اعلام عبرية، أن "الكابينت" سيعقد اليوم جلسة لمناقشة استعادة الجنود الأسرى في قطاع غزة، للمرة الأولى منذ عامين، وذلك على خلفية أزمة الثقة بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وعائلات الجنود بعد التوقيع على اتفاقية المصالحة مع تركيا دون أن تشمل استعادة الجنود.

وقالت القناة العبرية الثانية: إن "الأسابيع الأخيرة شهدت تقدمًا معينًا في القضية بعد أن اجتمعت اللجنة الوزارية الخاصة بأسرى الحرب والمفقودين وعلى رأسها وزير الداخلية آريه درعي، وعقدت عدة لقاءات مع عائلات الجنود".

وعرضت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" قبل أشهر صور أربعة من جنود الاحتلال المفقودين، وهم: الضابط "هدار غولدين"، و"شاؤول آرون" وهما من أصول أجنبية، و"أبراهام منغستو" من أصول إفريقية، و"هاشم بدوي السيد" من أصول عربية، رافضة الكشف عن أية تفاصيل تتعلق بهم دون ثمن.

وكان القسام قد أعلن خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، صيف العام 2014، عن أسر شاؤول آرون أثناء تصديها للاجتياح البري شرق مدينة غزة.

تهديد ووعيد

اللواء العسكري المتقاعد يوسف الشرقاوي، توقع أن يسفر الاجتماع عن نتائج تصب في خانة التهديد والوعيد الاسرائيلي للمقاومة، مبينًا أن حالة العنترية غالبا ما يلجأ إليها قادة الاحتلال في التعامل مع الطرف الفلسطيني.

وذكر الشرقاوي في تصريح لصحيفة "فلسطين"، أن هذا التحرك يأتي في إطار تحريك الملف الساكن منذ عامين، خاصة مع قرب وصول الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب، إلى سدة الحكم في البيت الأبيض، وهو ما قد يزيد من حالة الترابط الاسرائيلي الامريكي.

وأوضح أن قادة الاحتلال يدركون تماما أن المقاومة لا يمكن أن تعطيهم شيئا دون مقابل، وهو ما حدث قبل صفقة وفاء الاحرار حيث حاول الاحتلال بشتى السبل ومنها القوة العسكرية أن يحصل على شيء ولكنه خرج بيد فارغة والأخرى لا شيء فيها وأرغمته المقاومة في نهاية الأمر على الإذعان لشروطها وتنفيذ الصفقة.

وبيَّن أن المقاومة أعلنت منذ اللحظات الأولى لإعلان أسر الجندي شاؤول آرون، أنها لن تعطي أي معلومات مجانية للاحتلال دون مقابل، وأن انجاز صفقة جديدة مرتبط بإيفاء الاحتلال بشروط صفقة شاليط وأهمها الافراج عن الأسرى المحررين الذي تم اعادة اعتقالهم.

وأكد على وجوب أن تثبت المقاومة على موقفها ولا تستعجل قطف الثمرة، حيث إن الاحتلال يراهن على عامل الزمن لدفع المقاومة للحديث عما لديها وتقديم معلومات مجانية يقوم بتسويقها على أنها إنجاز له ضد المقاومة.

ولفت إلى أن عدم وضوح المعلومات بخصوص عدد الجنود الأسرى لدى المقاومة أو أوضاعهم الصحية يعد ورقة قوة بيد المقاومة يمكن أن ترفع من الثمن الذي سيدفعه الاحتلال لقاء الافراج عن جنوده او اعادة جثثهم.

واشار الخبير العسكري الى أن المجتمع الاسرائيلي مجتمع هش وإن بدا غير ذلك عبر وسائل الاعلام، ولن يقبل أن تمر السنوات والاعوام على جنوده داخل الأسر، ما سيشكل ضغطا على نتنياهو كما حدث قبل انجاز صفقة شاليط.

ونوه الى أن نتنياهو وليبرمان ليس لديهم خيار سوى الإذعان لشروط المقاومة، برغم انهما قد يرفعان من نبرة التهديد والوعيد، لكن هذا الأمر يجب أن لا يدفع المقاومة للتنازل قيد أنملة عن كل شروطها لإنجاز صفقة مشرفة.

مرحلة جديدة

المحلل السياسي إبراهيم المدهون، يرى أن الحديث الاعلامي عن الاجتماع المرتقب للكابينت والمخصص لبحث قضية الجنود الأسرى بشكل علني يعني أن القضية دخلت مرحلة جديدة من الحراك والحيوية.

وذكر المدهون في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن قادة الاحتلال كانوا يحاولون تجاهل هذه القضية خلال العامين الماضيين في مسعى لدفع المقاومة للشعور بالضجر وإظهار ما لديها من معلومات حول الجنود أو تخفيض الثمن المتوقع أن يدفعه الاحتلال، وهو ما لم يحدث.

وبين أن الاحتلال حاول أيضا خلال الفترة الماضية أن يصل الى معلومات حول جنوده الاسرى باستخدام اساليبه الاستخباراتية سواء كانت عبر جهود بشرية من خلال العملاء أو ارسال مسئولين أوروبيين ودوليين للحديث مع المقاومة في هذا الشأن، أو حتى من خلال الجهد التكنولوجي والعسكري، غير أن هذ الجهود باءت بالفشل.

وأضاف: "ليس من المستبعد أن يعاود الاحتلال استخدام لغة التهديد والوعيد للمقاومة"، معتبرا أن هذه الطريقة لن تجدي نفعا خاصة مع وجود تجربة سابقة للمقاومة بهذا الشأن، اضافة الى وجود حاضنة شعبية مستعدة لتحمل التضحيات من أجل إنجاز صفقة مشرفة تنهي عذابات الكثير من الأسرى في السجون.

وأوضح أن المقاومة أصبحت لديها خبرة جيدة في إدارة صفقات التبادل نظرا للجهد الكبير الذي بذلته لإنجاز صفقة شاليط والتي توجت في حينه مفاوضات ماراثونية استمرت لنحو 5 سنوات.

وأكد لا يمكن الحديث عن صفقة جديدة قبل تصويب الخلل الذي حدث بنكوص الاحتلال عن بعض شروط صفقة شاليط حينما أعاد اعتقال عشرات الأسرى المحررين وقام بتثبيت الاحكام السابقة التي صدرت بحقهم إبان الأسر.

وتوقع ان يكون للدور المصري وزن قوي في اية صفقة قادمة، مضيفا أن أي وساطات أخرى سواء كانت عربية أو اسلامية او دولية ستكون عاملا مساعدا نظرا لما للدور المصري من ثقل في العلاقة مع قطاع غزة خاصة في هذه الفترة.

ولفت الى أن نتنياهو قد يقوم بتكرار ما فعله سلفه ايهود أولمرت من تمديد لأجل التفاوض مع المقاومة من أجل ان لا يؤثر اتمام الصفقة على وضعه الحكومي في ظل حكومة يمينية، داعيا المقاومة لأن تتسلح بالصبر والاصرار على مواقفها والتي سيرضخ الاحتلال لها في نهاية الامر.