فلسطين أون لاين

​"اجتماع عمل" في "المنطقة المستحيلة"

...
غزة - صفاء عاشور

فكرة الاقتراب من الحدود بين قطاع غزة والأراضي المحتلة كانت أشبه بالمستحيل، إلا الشباب الفلسطيني يحطمون المستحيل دومًا، لذا فهم لم يقتربوا من الحدود فحسب، وإنما نقلوا مختلف تفاصيل حياتهم إلى تلك المنطقة ليمارسوها وكأنهم في معزلٍ تام عن الخطر، ونفّذوا أفكارًا جديدة خارجة عن المألوف، كان منها عقد اجتماعات عمل ومحاضرات تدريبية في تلك المنطقة، على مرأى من جنود الاحتلال، وتحت تهديد نيرانهم.

انعكاسٌ للأحلام

فريق سنابل التطوعي عقد اجتماعه الأسبوعي في نقطة عودة شرق غزة دون أي خوف أو رهبة، وهذا الاجتماع يهدف للخروج بأفكار خاصة بالتكافل ودعم أهالي القطاع مجتمعيًا.

مديرة الفريق إسراء فروانة أوضحت أنها والأعضاء فيه توجهوا لمنطقة الحدود قبل عقد الاجتماع أثناء مشاركتهم في فعاليات مسيرة العودة الكبرى، ووجدوا أنه لا مانع من إقامة أحد اجتماعات الفريق هناك، "فالأمر لم يعد يسبب الذعر والخوف للناس كما كان في الماضي".

وقالت في حديث لـ"فلسطين": إن "عقد اجتماع الفريق في المنطقة الحدودية كان له أثر كبير في نفوسنا جميعاً، خاصة أننا نرى أراضينا المحتلة أمامنا، وحلم العودة كان يراودنا جميعاً"، مضيفة: "إقامة أي فعالية بالقرب من الحدود تعكس الحياة التي يحلم بها الشعب الفلسطيني بكل فئاته".

وتابعت: "فريق سنابل الشبابي اجتمع في ذلك المكان لاستلهام أفكار جديدة، ومن ثم التخطيط لتنفيذها، من أجل خدمة أبناء الشعب الفلسطيني بشكل عام في قطاع غزة".

وأشارت إلى أن "سنابل التطوعي" بدأ عمله منذ ثلاث سنوات، وتأسس بجهود 15 شابة، وكان هدفه الرئيس خدمة جميع الأسر الفلسطينية على كافة المستويات الإغاثية من خلال الطرود الغذائية والملابس، وكذلك تقديم الخدمات التعليمية من خلال توفير أقساط الدراسة واحتياجات التعليم للطلبة".

وبينت: "يعمل الفريق الآن على توفير التمويل لمشاريع بسيطة لبعض الرياديين والمبادرين الذين يرغبون بإطلاق مشاريع تحقق لهم القدرة على توفير أبسط متطلبات الحياة.

ولفتت فروانة إلى إن نشاط الفريق نفذ نشاطًا آخر، الجمعة، وهو مبادرة لإعداد وجبة المقلوبة والتي تم تنفيذها في إحدى خيام العودة المقامة بالقرب من السياج الفاصل، وتم تسمية تلك الأكلة بـ"مقلوبة العودة".

محاضرة للنقابيات

من جهة أخرى، شارك ملتقى المهنيات الفلسطينيات في عقد إحدى محاضراته الخاصة ببرنامج تدريبي للنقابيات المهنيات في مدينة رفح بالقرب من الحدود، في إحدى خيام العودة المنصوبة في المكان.

وقالت عضو مجلس إدارة الملتقى وئام الأخرس: إن "الملتقى نفّذ برنامجًا تدريبيًا يتكون من ست لقاءات، كانت قد عقدها قبل بدء مسيرة العودة الكبرى، ثم بعد انطلاق فعالياتها طالبت النقابيات بالمشاركة فيها عبر عقد محاضرة جديدة.

وأضافت لـ"فلسطين": "النقابيات المشاركات في الدورة أردن أن يكن موجودات بالقرب من السياج الفاصل من أجل تعزيز الصمود والتأكيد على حق العودة والثوابت الفلسطينية التي لا يمكن أن يتنازل عنها أي فلسطيني".

وأوضحت الأخرس أن الدورة انتهت، إلا أن حفل تخريج الكادر النقابي منها سيتم عقده في إحدى خيام العودة في مدينة رفح، مبينة: "تشجعنا على تنظيم حفل التخرج عند الحدود بعد الأجواء الرائعة التي أحست بها المشاركات في الدورة".

وأشارت إلى أن المشاركة لن تتوقف بعد عقد حفل تخريج النقابيات، بل سيستمر بعد ذلك عقد الفعاليات والأنشطة في ذات المنطقة.