يوم للطفل الفلسطيني، الخامس من نيسان/ أبريل.. هو يوم لتسليط الضوء على الطفل الفلسطيني الذي يعيش انتهاكاتٍ مستمرة بسبب الاحتلال الإسرائيلي، سواء بشكل مباشر متمثل بالاعتقال والتعذيب وإطلاق النار عليه، أو بطريقة غير مباشرة من خلال الحصار المطبق على قطاع غزة والذي ألقى ويلاته على جميع ساكنيه، بمن فيهم الأطفال.
في هذا التقرير نقترب من بعض جوانب حياة الطفل الفلسطيني.
آلاف المعتقلين
قال الباحث في شؤون الأسرى رياض الأشقر إن الأطفال الفلسطينيين تعرضوا لاستهداف ممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تمثل في رفع وتيرة اعتقالهم، وإطلاق النار المباشر عليهم ومن مسافات قريبة، وأحيانا قتلهم بشكل عمد.
وأضاف في حديث لصحيفة "فلسطين": "ناهيك عن تعرض الطفل الفلسطيني لنحو 50 أسلوب تعذيب داخل المعتقلات الإسرائيلية، وانتهاك حقوقه، وعدم معالجة إصابته التي تسبب بها الاحتلال، وانتهاك بنود الاتفاقية الدولية لحماية حقوق الطفل والتي وقعت عليها كل دول العالم، ووقع عليها الاحتلال الإسرائيلي".
وتوقع الأشقر أن يزيد عدد الأطفال المعتقلين لدى الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة القدس عن 4700 طفل، لافتا إلى وجود نحو 350 طفلا معتقلين حالياً داخل المعتقلات الإسرائيلية في ظروف صعبة، ولا يتلقون العلاج المناسب لإصاباتهم.
ولام على المجتمع الدولي صمته على الانتهاكات الجسيمة التي يقوم بها الاحتلال للقوانين الدولية التي تكفل حقوق الأطفال أينما وجدوا، مبينا: "هذا الصمت دليل على شراكة المجتمع الدولي بتلك الانتهاكات".
وشدد الأشقر على ضرورة الحفاظ على حياة الطفل وضمان سلامته ومستقبله، ومحاربة ما يقوم به الاحتلال من انتهاكات بحقه، لا سيما زجه في السجن لسنوات طويلة وإبعاده عن أهله ومدرسته.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أعلنت في بيان لها، الخميس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ اندلاع انتفاضة القدس في الأول من تشرين أول/أكتوبر من عام 2015 نحو 4737 طفلا فلسطينيا تتراوح أعمارهم بين 11- 18 عاما، ذكورا واناثا، وهؤلاء يشكلون أكثر من ربع إجمالي الاعتقالات خلال الفترة المستعرضة.
لا يعيشه آخرون
ومن جانبه، رأى بسام حسونة، عضو لجنة الأسرى والمحررين للقوى الوطنية والإسلامية، أن ما يعيشه الطفل الفلسطيني لا يعيشه أي طفل آخر في العالم، مشيراً إلى أن يوم الطفل الفلسطيني يمر هذا العالم وفي سجون الاحتلال يقبع نحو 350 طفلا معتقلا.
وقال في حديث لـ"فلسطين": "حسب اللوائح والقوانين بل والأعراف الدولية يأتي اعتقال الأطفال كملاذ أخير ووفق شروط تحفظ سلامتهم وكرامتهم، وهو ما لا يفعله الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يتوانى عن اعتقال الأطفال والزج بهم داخل السجون في ظروف غير إنسانية".
وأضاف: "في الأعوام الثلاثة الأخيرة اعتقلت سلطات الاحتلال أكثر من 4700 طفل بقي منهم الآن 350 لا يزالون يعانون من قمع الاحتلال وأساليب تعذيبه المتنوعة التي يمارسها ضد الأطفال الفلسطينيين.
وتابع: "شهد العالم محاكمة عهد التميمي وغيرها من الأطفال الفلسطينيين، وهذه المحاكمات تؤكد انتهاكات الاحتلال لحقوق الفلسطينيين وعلى رأسهم الأطفال".
يُذكر أنه في بداية انتفاضة القدس وتحديداً بعد شهر واحد من اندلاعها، ثارت ضجة كبيرة بسبب مقطع فيديو -مسرب من جهة مجهولة- يُظهر ضباطا بمخابرات الاحتلال الإسرائيلي وهم يروّعون الطفل الأسير أحمد مناصرة أثناء التحقيق.
مسيرات العودة
يوم الطفل الفلسطيني لهذا العام يأتي بينما يعيش الفلسطينيون ظروفا جديدة، وهي مسيرة العودة الكبرى، والتي يشارك فيها الأطفال بقوة.
وعن ذلك، تحدث إلينا محمد الضبة، من اللجان المُنظمة لمسيرات العودة وكسر الحصار، فأشار إلى أهمية مشاركة الأطفال ودورهم في هذا الحدث الوطني، مؤكداً على ضرورة التزامهم بالحيطة والحذر وتعليمات اللجنة لضمان سلامتهم.
وقال: "أسكن بجوار المنطقة الحدودية، وأرى بنفسي عائلات كاملة بأطفالها تتجه نحو نقاط التجمع للتخييم في مخيمات العودة طوال النهار، وتلك المنطقة آمنة بعيدة عن المواجهات التي قد تحصل بين الشبان المشاركين وجنود الاحتلال".
وبين أن اللجان المنظمة للمسيرات تعطي تعليمات واضحة للأُسر المشاركة للحفاظ على سلامتها، كما تطلعهم على طرق التصرف في حال تعرضوا لقنابل الغاز المسيل للدموع أو إصابات طفيفة.
وأكد أن الأطفال لم يقتربوا حتى اللحظة من أماكن الخطر وأن اللجنة تبذل جهدها للحفاظ على سلامتهم وسلامة عائلاتهم.