فلسطين أون لاين

​وضعوا بصمتهم في تقديم العون الطبي للمصابين

مسعفون متطوعون في ميدان المواجهة والنار

...
طواقم الإسعاف خلال نقلهم أحد المصابين شرق غزة (تصوير / رمضان الأغا)
خان يونس - أحمد المصري

كان دوي خمس طلقات من جنود الاحتلال الإسرائيلي المتحصنين خلف التلال الرملية على الحدود الشرقية لبلدة خزاعة شرق خان يونس، كفيلا بانتشار جمع من المسعفين في شتى زوايا مخيم مسيرة العودة وتخومه الخارجية لإسعاف أي جريح من الممكن أن تكون إحدى الرصاصات قد أصابته.

ومع إطلاق جنود الاحتلال النار مجددًا، تسلل المسعفون المتطوعون بردائهم الأبيض متقدمين بخطوات أمامية أكثر قربا للمنطقة الحدودية الفاصلة مع الأراضي المحتلة عام 48 خشية من مواراة الحفر والحشائش والمزروعات أي جريح بين جنباتها عن أعينهم.

يقول المسعف المتطوع فارس القدرة، إنه وبعد إعلان حالة الاستنفار الطبي في مخيمات العودة، وصل للمكان مع عدد كبير من أمثاله الخريجين الجامعيين والطلبة في المجال الطبي والتمريضي، بغية تقديم العون الاسعافي للجرحى والمصابين في مكان خيمة مسيرة العودة بخان يونس.

ويضيف القدرة (25 عاماً) لصحيفة "فلسطين"، أن الطواقم الاسعافية جميعها متطوعة وبدأت تعمل من يوم انطلاق مسيرات العودة في 30 من مارس/ آذار الماضي، وحتى اليوم، وتتعامل مع الإصابة في مكان الحدث وتجهيزه وإيصاله لسيارة الإسعاف.

ويشير إلى أن مخاطر جمة تحيط بالمتطوعين نتيجة عدم مبالاة الاحتلال في إطلاق النار تجاههم أثناء نقلهم للمصابين، غير أن الدافع الوطني والإنساني الذي أوصلهم للمكان يجعلهم لا يأبهون بأي نتيجة ستحدث أمام انقاذ الجرحى.

أما الطالبة في كلية التمريض شروق مسامح، فتقول إنها جاءت لمخيم العودة للمساعدة في إسعاف أي مصاب أو جريح، والحفاظ على حياة المشاركين في مسيرة العودة في حال تعرضهم للأذى على يد جيش الاحتلال.

وتضيف مسامح (21 عاماً) لصحيفة "فلسطين"، "جئت إلى هنا بدافع ديني وطني قومي بحت لمساعدة الناس، ولا بأس إن خاطرنا بأنفسنا من أجل إنقاذ من أصيبوا أو جرحوا على يد الاحتلال، فالغاية الإنسانية لدينا كبيرة".

وتلفت الحكيمة مهام الشواف إلى أن معظم الإصابات التي تتعامل معها مع زملائها المسعفين والممرضين تجري في نقاط متقدمة من الحدود، وغالبا ما تكون مصابة بالرصاص الحي المتفجر أو جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.

وتشير الشواف (25 عاماً) لصحيفة "فلسطين" إلى مرات عدة حوصر فيها المصابون والجرحى بجوار السلك الحدودي، وخاطرت لإنقاذهم عبر المعالجة الميدانية ونقلهم لأقرب نقطة تخص سيارات الإسعاف.

وتؤكد أن دافعها الأساسي للتطوع في العمل الإسعافي ينبع من دافع وطني بحت، وحب الوطن الفلسطيني، والتعلق بقضيته، والوقوف مع مطالب الشعب الفلسطيني بحقوقه وحق العودة لدياره المحتلة.

ويلفت المتطوع محمد أبو عامر إلى أنه لم يترك مكان مخيم العودة شرق خان يونس منذ انطلاق مسيرة العودة ويعمل نحو 15 ساعة يوميا تبدأ من الساعة السابعة صباحا وحتى العاشرة ليلا، مواجها مخاطر عدة في سبيل إنقاذ الجرحى أو المصابين.

ويذكر أبو عامر (26 عاما) أن كثرة أعداد المشاركين في مسيرة العودة بمنطقة خزاعة شرق خان يونس، تحتاج إلى فرق طبية كبيرة، وأن الاعتماد على الفرق الرسمية الحكومية لا يلبي حجم الحاجة المقدرة في الميدان، وهو ما جعله وزملاءه المتطوعين يقررون العمل ذاتيا في المكان.

ويشير إلى أن بعض الإصابات التي جرى التعامل معها بقيت في حالة انتظار لما يقارب نصف ساعة في مكان خيمة العودة حتى يتم توفير سيارة إسعاف لنقلهم للمستشفى بسبب كثرة عدد المصابين، وأنه لولا الفرق الاسعافية الطبية المتطوعة لازدادت أعداد الشهداء بشكل أكبر.