فلسطين أون لاين

​فتنة الملك؟!

”أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لهم الحق في أن يكون لهم أرض خاصة بهم. لكن علينا التوصل إلى اتفاق سلام لضمان الاستقرار للجميع ولإقامة علاقات طبيعية". عبارة ملتبسة يكشف لبسها السؤال.

هذا ما قاله محمد بن سلمان في مقابلة نشرتها يوم الاثنين مجلة (ذا أتلانتيك) الأمريكية ردا على سؤال بشأن ما إذا كان يعتقد أن للشعب اليهودي حقا في دولة، ولو في جزء من أرض أسلافه؟!

هذا التصريح فيما يبدو أحرج الملك الوالد، لأنه يتضمن اعترافا صريحا لا بدولة العدو والأمر الواقع، بل بحق العدو في الأرض الفلسطينية ميراثا عن الأسلاف؟! وهو موقف حادث على المستوى العلني للأسرة ، ويفارق ميراث ملوك المملكة السابقين، ويفتح شهية العدو الإسرائيلي لابتلاع القدس، والضفة الغربية؟!

أما الملك الوالد فقد أدرك فيما يبدو أن في تصريح ولده ولي العهد لغما متفجرا في غير أوانه، و أنه يخالف ميراث ملوك العائلة، وميثاق الجامعة العربية، فحاول ترقيع ما فتق التصريح من فتنة، فقد نقلت وكالة الأنباء السعودية ( واس) أن الملك أكد على موقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وعن ضرورة تحريك عملية السلام؟!"

أرض فلسطين أرض إسلامية منذ الفتح الإسلامي لها. قبل عام ١٩٤٨م كانت فلسطين ولم تكن هناك دولة (إسرائيل). (إسرائيل) قامت على الاحتلال والغصب حين تخلى الحكام العرب عن واجباتهم، والأمر الواقع لا يرتب شرعيات تاريخية البتة حتى نقول ( على أرضهم؟!)، اليهود لم يسكنوا فلسطين بعد الفتح الإسلامي، ولم تقم لهم دولة فيها بعد دخول عمر بن الخطاب لها فاتحا؟! إن تقديم تنازلات من فاتورة الحقوق الفلسطينية لـ(إسرائيل) أمر خطير، وقد سبق إليه أنور السادات، ومن يومها والنظام العربي يمشي للأسف على خطاه؟!

إن مسيرات العودة التي تزامنت مع هذه التصريحات والتحولات في سياسة المملكة أكدت على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في أرضه من خلال المطالبة بحق العودة، ولو نظرنا في أسباب هذه المسيرات لوجدناها ترد بشكل شعبي على الخذلان العربي، وعلى هذه التصريحات، ومثيلتها، لا سيما بعد صمت الأنظمة على الموقف الأميركي من القدس، ومن حق العودة، والحدود، وفي الوقت نفسه تتحدى ترامب و(إسرائيل).