فلسطين أون لاين

15 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى خلال 2016

...
القدس المحتلة - الأناضول

وصف مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس، عزام الخطيب، عام 2016م، بـ"العصيب" على المسجد الأقصى، لافتا إلى اقتحام 14 ألفًا و806 مستوطنين لباحاته.

الخطيب وفي استشرافه للعام 2017، لم يرَ بارقة أمل كبيرة، في ظل استمرار الحكومة اليمينية الإسرائيلية.

وقال إن معطيات دائرة الأوقاف تشير إلى اقتحام 11 ألفًا و589 متطرفاً لباحات المسجد خلال 2015، مقارنة بـ 11 ألفًا و878 عام 2014، و9 آلاف و75 في 2013.

وتجري عمليات الاقتحام عبر باب المغاربة الواقع في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، تحت حراسة ومرافقة عناصر من شرطة الاحتلال الإسرائيلية.

وأضاف الخطيب "عام 2016 كان عصيباً جداً على المسجد الأقصى في القدس من مختلف النواحي.. شهد العام الجاري محاولات غير مسبوقة من قبل حكومة الاحتلال لتعطيل عمل دائرة الأوقاف، إضافة لقيام مستوطنين إسرائيليين باقتحامات واسعة للمسجد على مدار الأشهر الماضية".

ووفق المسؤول "هناك زيادة ملحوظة في أعداد المقتحمين نتيجة التسهيلات التي تمنحها لهم الشرطة وازدياد حملات التحريض على اقتحام المسجد".

ولفت الخطيب إلى أن شرطة الاحتلال قررت في ديسمبر/كانون أول الجاري إضافة مدة ساعة لاقتحامات المستوطنين في ساعات الصباح.

ويقتحم المستوطنون ساحات المسجد في فترة الصباح وبعد صلاة الظهر على مدى أيام الأسبوع باستثناء يومي الجمعة والسبت.

ونوه مدير دائرة الأوقاف إلى أنهم أبلغوا شرطة الاحتلال برفضهم للاقتحامات من حيث المبدأ، والمطالبة بوقفها بالكامل، "إلا أن زيادة فترة الاقتحامات يزيد الأمور تعقيداً فهو يخالف الوضع القائم في المسجد الأقصى".

ويُستخدم تعبير "الوضع القائم"، للإشارة إلى الوضع الذي ساد في المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس منذ العهد العثماني، ومرورًا بفترة الانتداب البريطاني والحكم الأردني وصولًا إلى الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.

وفي عام 2003، قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلية من جانب واحد، ودون تشاور مع إدارة الأوقاف الإسلامية التي تتبع لوزارة الأوقاف الأردنية، بالسماح للمستوطنين باقتحام المسجد رغم احتجاجات الأوقاف والمسلمين.

ولفت الشيخ الخطيب إلى "ازدياد تصرفات المستوطنين المقتحمين، عدوانية خلال 2016، وازدياد محاولات أداء الطقوس التلمودية من قبلهم داخل المسجد".

وبمقابل ذلك، ازدادت وبشكل ملحوظ عمليات إبعاد مصلين وموظفين في دائرة الأوقاف عن المسجد الأقصى وعن مدينة القدس، واستمر منع عشرات النساء من دخول المسجد للصلاة، وفق الخطيب.

واستطرد: "لاحظنا في هذا العام تكثيف التواجد الشرطي الإسرائيلي بالسلاح في ساحات المسجد، وهذا مرفوض وقدمنا احتجاجنا عليه ولكنهم لا يستمعون".

واعتبر مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية أن "هناك محاولة إسرائيلية واضحة لتغيير الوضع التاريخي الذي كان قائمًا في المسجد منذ مئات السنين.. هناك تصرفات إسرائيلية غير مسبوقة في تعطيل مشاريع إعمار دائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى".

واستدرك: "أصبحوا يتدخلون في كل شيء ويفرضون قيوداً حتى على تغيير صنبور مياه، إلا بوجود عناصر من شرطة الاحتلال وموظفين من سلطة الآثار التابعة لحكومة الاحتلال".

وأردف: "بطبيعة الحال نحن رفضنا هذا التدخل بشكل كامل، وأكدنا لهم على أن هذا مسجد للمسلمين وحدهم، ولا علاقة لغير المسلمين به، وأننا لن نقبل بهذه المحاولات مهما كان الثمن".

وأشار إلى "تواصل تصريحات مسؤولين إسرائيليين عن السماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً .. هم لا يتوقفون عن التخطيط ولكن نحن لهم بالمرصاد، وهناك تواجد مستمر من قبل المصلين في المسجد للرد على هذه المخططات وللتأكيد على أن المسجد ليس وحيدًا".

إضاءات

ورغم ذلك، تحدث الشيخ الخطيب عن "إضاءات في ظل عتمة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته".

وقال: "تمكنا بإدارة الأوقاف في القدس، وبتمويل من الحكومة الأردنية ممثلة بالعاهل عبد الله الثاني من تنفيذ عمليات ترميم مهمة جدًا في المسجد الأقصى".

وأشار إلى أنه: "تم الانتهاء من ترميم القبة الداخلية لقبة الصخرة المشرفة، وإنهاء الترميم الداخلي لقبة المصلى المرواني، وفرش المسجد والقبة بالسجاد، ويجري تنفيذ عدد من المشاريع من بينها استبدال بعض أبواب المصلى القبلي وأيضا ترميم القبة الخارجية للمسجد القبلي وغيرها من المشاريع".

وبيّن أنه "نتيجة تحرك دبلوماسي نشط من الحكومة الأردنية، فقد تبنى المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلم "يونسكو" قرارًا في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، يؤكد على أن الأقصى تراث إسلامي خالص، وينتقد الممارسات الإسرائيلية ويطالب بوقفها ووقف محاولات تغيير الوضع القائم فيه".

وفي استشرافه للعام 2017، فلم يرَ الخطيب بارقة أمل كبيرة، في ظل استمرار الحكومة اليمينية في (إسرائيل).

وتابع: "نأمل أن يتغير الحال إلى ما هو أفضل، ونبتهل إلى المولي أن يبعد شر المستوطنين عن المسجد الأقصى وأن تتوقف ممارساتهم".

وحذّر الخطيب، من أن "استمرار الممارسات الإسرائيلية على النحو الذي شهده عام 2016، سيدفع أكثر فأكثر نحو "حرب دينية مرفوضة".