قائمة الموقع

​الهدنة مستمرة في سوريا رغم تسجيل خروقات

2016-12-31T14:38:21+02:00
مسن سوري ينظر إلى أنقاض منزل مدمر في بلدة دوما في ريف دمشق (أ ف ب)

شهدت معظم المناطق السورية هدوءا في اليوم الثاني من الهدنة برعاية روسية تركية رغم تسجيل خروقات، في وقت حثت روسيا مجلس الأمن للتصويت السبت على مشروع قرار يدعم وقف اطلاق النار ومفاوضات السلام المقبلة.

ومع نهاية العام، أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل نحو ستين ألف شخص في سوريا، بينهم 13617 مدنيا خلال العام 2016، جراء المعارك والقصف والغارات.

ويأتي التوصل إلى اتفاق هدنة أعلنته روسيا الخميس ووافقت عليه قوات النظام والفصائل المعارضة، في ضوء التقارب الأخير بين موسكو، حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة. وهو أول اتفاق برعاية تركية، بعدما كانت الولايات المتحدة شريكة روسيا في اتفاقات هدنة مماثلة تم التوصل اليها في فترات سابقة، لكنها لم تصمد.

ويستثني اتفاق وقف اطلاق النار التنظيمات المصنفة "إرهابية"، وبشكل رئيسي تنظيم الدولة الاسلامية. كما يستثني، بحسب دمشق، جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، ما يجعل من الصعب جدا تثبيت الهدنة بسبب تواجد هذه الجبهة ضمن تحالفات مع فصائل أخرى مقاتلة في مناطق عدة، لا سيما في محافظة إدلب (شمال غرب)، المعقل الأساسي المتبقي لفصائل المعارضة بعد سقوط حلب مؤخرا.

ميدانيا، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" عن "هدوء يسود معظم المناطق السورية تزامنا مع رصد خروقات عدة تخللتها اشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة وبينها جبهة فتح الشام في منطقة وادي بردى" قرب دمشق.

وأحصى المرصد تنفيذ قوات النظام "نحو عشر ضربات جوية الجمعة على مناطق الاشتباك بالإضافة إلى قصف مدفعي" على المنطقة التي تقع على بعد 15 كيلومترا شمال غرب دمشق وتعد مصدر المياه الرئيسي للعاصمة.

وشهد اليوم الأول من وقف اطلاق النار الجمعة اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة وبينها جبهة فتح الشام في وداي بردى، تزامنا مع قصف لقوات النظام على مناطق عدة في الغوطة الشرقية قرب دمشق بينها مدينة دوما.

مقتل مدنيين اثنين

وأحصى المرصد السبت مقتل مدنيين اثنين الجمعة، أحدهما برصاص قناص في دوما والثاني جراء القصف على وادي بردى، كما قتل خمسة مقاتلين من الفصائل في وادي بردى والغوطة الشرقية.

ومنذ أكثر من أسبوع، تخوض قوات النظام السوري معارك في منطقة وادي بردى للسيطرة عليها. وخلال المعارك، تعرضت احدى مضخات المياه لانفجار تبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عنه، وفق المرصد السوري. وتشهد العاصمة منذ نحو عشرة أيام انقطاعا تاما في خدمة المياه.

وتحدث المرصد عن "تسجيل خرق رئيسي آخر في مدينة درعا (جنوب) التي تعرضت لقصف من قوات النظام طال مناطق عدة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، تزامنا مع اشتباكات عنيفة تسببت بمقتل عنصر من الفصائل".

وفي إدلب، أكد مراسل لوكالة "فرانس برس" استمرار الهدوء السبت في المنطقة مع توقف الغارات الجوية المكثفة التي سجلت خلال الأسابيع الأخيرة السابقة للهدنة وحصدت مئات الضحايا. وأشار إلى توجه الطلاب الى مدارسهم بشكل كثيف السبت في اليوم الأخير من السنة.

وقال محمد (28 عاما) لفرانس برس الجمعة "أؤيد وقف اطلاق النار والحل السلمي، الحرب هي دمار والناس تعبت".

وتساءل "اذا تم استثناء ادلب ماذا يبقى؟ إدلب تعتبر منطقة رئيسية لفصائل المعارضة وأي استثناء لها ولأي فصيل موجود فيها يعني فشل" الهدنة.

وبحسب عبد الرحمن، يشكل مقاتلو جبهة فتح الشام ستين في المئة من المقاتلين في إدلب.

ووقف اطلاق النار الحالي هو الأول منذ أيلول/سبتمبر عندما تم التوصل إلى هدنة بموجب تفاهم روسي اميركي، ما لبثت أن انهارت.

مشروع قرار روسي

وتأمل موسكو وأنقرة أن يمهد وقف اطلاق النار لمفاوضات سلام الشهر المقبل في أستانا، عاصمة كازاخستان، وأوضحتا أن هذه المحادثات لن تكون بديلا عن جنيف.

وأعلن السفير الروسي في مجلس الأمن فيتالي تشوركين الجمعة أنه قدم "مشروع (قرار) مقتضبا للمصادقة" على الخطة الروسية التركية التي تنص على وقف للأعمال القتالية واجراء مفاوضات في أستانا "أواخر كانون الثاني/يناير".

وطلبت موسكو من شركائها في مجلس الأمن تبني مشروع القرار الذي تمت مناقشته خلال مشاورات مغلقة بدأت صباح الجمعة.

ولاحقا، عدلت روسيا نص المشروع بطلب من عدد من الدول الأعضاء في المجلس، غير أن دبلوماسيين شككوا بإمكان التصويت عليه صباح السبت كما ترغب موسكو.

وبعدما كان النص الأساسي لا يتطرق الى مفاوضات جنيف، تمت إضافة إشارة إلى أن محادثات أستانا "تشكل جزءا هاما من العملية السياسية التي يديرها السوريون وتيسرها الأمم المتحدة".

وقال دبلوماسي غربي "سندرسه ونحتاج الى الوقت، فيجب درسه بدقة"، في حين رأى دبلوماسي آخر انه "ما زالت هناك أسئلة كثيرة بلا اجابات".

واعتبر أن "الروس يريدون توسيع مكاسبهم"، لكنهم لا يملكون بالضرورة الأصوات التسعة من أصل الـ15 اللازمة لإصدار القرار.

وأثناء المشاورات تناولت الأسئلة خصوصا تفاصيل مراقبة وقف اطلاق النار وإيصال المساعدات الانسانية إلى المناطق المنكوبة ودور الأمم المتحدة.

وشدد تشوركين على أن "لا منافسة ولا ازدواجية" بين مفاوضات استانا وتلك التي دعا اليها المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا في الثامن من شباط/فبراير في جنيف".

وأضاف "نأمل بأن تنخرط الأمم المتحدة بالكامل في التحضير لاجتماع أستانا".

اخبار ذات صلة