عكازان وقدم واحدة، والكثير من الصمود والتحدي، تدفع جهاد المدهون (29 عاما) إلى المشاركة في مسيرة العودة شرق منطقة أبو صفية شمال قطاع غزة.
ويحاول المدهون المشاركة يوميا في فعاليات مسيرة العودة التي انطلقت الجمعة الماضية وتستمر حتى 15 مايو/ أيار المقبل لتكون مسيرة العودة الكبرى تزامنا مع ذكرى النكبة الفلسطينية.
ويقول المدهون لصحيفة "فلسطين": "رغم مشاركتي المستمرة في الخيام وتلبية نداء الوطن، إلا أنني كذلك أحافظ على تلبية متطلبات أسرتي والعودة للخيام والتواجد".
ويضيف : "جئت هنا للتأكيد أننا لن نتنازل عن حقنا ومقدساتنا رغم كل ما نعيشه من صعوبات"، قالها محدقا النظر تجاه الأراضي المحتلة عام 1948م، وكله أمل أن يعود في يوم من الأيام إلى مدينته "المجدل" التي هجر منها هو وآباؤه وأجداده.
وأكثر ما يحزن المدهون هو أن أهالي القطاع خرجوا في مسيرة شعبية سلمية فيما قمع جيش الاحتلال هذه المسيرة، ما أدى لارتقاء عدد من الشهداء ومئات الجرحى، الأمر الذى يكشف مدى جرم الاحتلال بحق الفلسطينيين.
الإصابة ليست عائقًا
ورغم شعور الجريح المدهون، بالألم الجسدي نظرا لحالته الصحية التي تتطلب وضعا صحيا خاصا، لكن عزيمته وإصراره تغلبا على حالته الصحية، مستذكرا في الوقت ذاته، حادثة تعرضه لإصابة في قدمه عام 2009م حينما كان يؤدي صلاة المغرب في مسجد الشهيد إبراهيم المقادمة شمال القطاع، وقامت طائرات الاحتلال حينها بقصف المسجد على المصلين مما أدى إلى استشهاد 17 شهيدا وجرح نحو 40 آخرين.
ويبدي المدهون فخره بمشاركة الكثير من الجرحى بالمسيرة السلمية، كما يبدي إعجابه بشجاعة أهالي القطاع الذين يحرصون على التواجد والمشاركة.
ويستدرك: "موقف عظيم، وأبناء شعبي كلهم في مسيرة واحدة يطالبون بحقهم بالعودة".
ما هو شعورك وأنت على مقربة من الحدود؟ طرحنا عليه هذا التساؤل، صمت برهة ونظر شرقا و عيناه يملؤهما الحنين والشوق إلى دياره، وأجاب: "هذا شعور مؤلم جدا، لكن بنفس الوقت أن تنظر إلى بلادك المحتلة هذا شيء جميل".
ويتابع: "نحن نقاوم من أجل الوطن الغالي ونطالب بحقنا، ونوصل رسالتنا للعالم بأننا أصحاب حق ونريد العودة للمجدل وحيفا ويافا وعكا ..الخ"، وبذات الثقة يكمل: "الإعاقة لا تحول بين الدفاع عن الوطن، والمطالبة بحقوقنا".
ويؤكد المدهون أن المشاركة في الفعاليات الوطنية تغذي الروح الوطنية لدى أبناء شعبنا وتزيدها تمسكا بحقوقهم الثابتة والتي لا مساومة عليها.

