تعمد جنود الاحتلال الإسرائيلي المحصنين إيقاع أكبر خسائر في صفوف المشاركين في مسيرة العودة الجمعة الماضية الذي صادف الذكرى الـ42 ليوم الأرض الذي يحييه الفلسطينيون في 30 مارس/ آذار من كل عام.
وأوقعت قناصة جنود الاحتلال الذين كانوا يطلون برؤوسهم من خلف الثكنات العسكرية والتلال الرملية خلف السياج الفاصل بين قطاع غزة وأراضي الداخل المحتل، 16 شابًا، أحدهم أعلن عن استشهاده، أمس، متأثرًا بإصابته في أول أيام مسيرة العودة وكسر الحصار.
ورغم أن الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة أكدت مرارًا على سلمية المسيرة التي خرجت على طول السياج الفاصل من شمال قطاع غزة حتى جنوبه، إلا أن قوات الاحتلال استخدمت القوة المفرطة في قمع هؤلاء.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لحظة استشهاد عدد من الشبان العزل في مناطق متفرقة شرق غزة.
ولاحقًا أعلن جيش الاحتلال أنه لا ينوي تغيير تعليمات فتح النار على المتظاهرين، وذلك ردًا على دعوات فتح تحقيق باستشهاد 16 مواطنًا بنيران القناصة قرب السياج الفاصل يوم الجمعة.
وتؤكد الهيئة على ضرورة تفويت الفرصة على من وصفته بـ"جيش الذبح الإسرائيلي"، عبر تشكيل لجان شعبية من الشباب تتولى منع توغل الشباب والإبقاء على مسافة بعيدة عن قوات الاحتلال.
ويقول نشطاء مشاركون في مسيرات العودة إن "المعركة طويلة ومستمرة، وهذا العدو يريد كي الوعي الفلسطيني ونزع فكرة العودة من عقلنا الجمعي من خلال إسقاط أكبر عدد من الشهداء وبتر أطراف الشباب".
وقال عضو لجنة العمل الجماهيري في الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة مروان أبو النصر، إن "مسيرة العودة سلمية، والشباب يواجهون الاحتلال الإسرائيلي بصدورهم العارية".
وفي تصريح لـ"فلسطين"، أضاف أبو النصر أن "التضحية مطلوبة؛ لكن بقدر الإمكان يجب أن نحافظ على ألا تقع خسائر بالغة في صفوف شبابنا من إصابات بالغة أو حالات استشهاد".
وشدد على أن استشهاد أو إصابة أحد من شبابنا أو فتياتنا يثير قلقنا ومخاوفنا على حياتهم ومستقبلهم.
وأكمل "المطلوب أخذ أقسى درجات الحيطة والحذر، وكل الاعتبارات التي تمنع وقوع خسائر كبيرة".
وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي "عدو غاشم ويضرب بعرض الحائط كل المبادئ الأخلاقية والإنسانية".
وناشد أبو النصر الشباب المتحمس الذين لديهم قناعة بحق العودة، لضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وعدم الاقتراب من الأماكن التي تعرضهم لقناصة الاحتلال الإسرائيلي، وعدم التجمهر بشكل جماعي حتى لا يستهدفهم جنود الاحتلال.
وكانت وزارة الصحة أعلنت أن جيش الاحتلال تعمد قتل أو إحداث إعاقة كبيرة في صفوف المتظاهرين السلميين الذين استهدفهم بالرصاص الحي خلال اليوم الأول من مسيرة العودة.
يأتي ذلك في وقت أكد فيه حقوقيون على أن مشاهد استهداف المدنيين قرب السياج الفاصل، يشكل فرصة لإدانة (إسرائيل) وعزلها.
وخلال جولة ميدانية لها، رصدت "فلسطين" استعدادات وتحضيرات كبيرة لجمعة تأبين الشهداء الذين ارتقوا في 30 مارس/ آذار الماضي في المناطق الشرقية لقطاع غزة أثناء مشاركتهم سلميًا في مسيرات العودة.

