تواصل أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية، اعتقالاتها السياسية بحق الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين، على خلفية عملهم الصحفي وآرائهم السياسية، تحت مبررات واهية، ضاربة بعرض الحائط الأعراف والقوانين الدولية التي تنص على حمايتهم.
واعتقل جهاز الأمن الوقائي في محافظة قلقيلية شمال الضفة، الأحد الماضي، الصحفي مصطفى صبري عقب استدعائه للمقابلة.
وقالت زوجة صبري، إن زوجها تلقى اتصالًا هاتفيًا من عناصر الأمن الوقائي في قلقيلية للمقابلة بمقر الجهاز عند الساعة العاشرة من صباح الأحد، وحينما توجه إلى هناك تم اعتقاله دون إبداء الأسباب.
ولم يكن صبري الصحفي الأول، فقد سُجل عام 2017 اعتقال نحو 47 صحفياً وحقوقياً، وفق تقرير أصدره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان حول انتهاكات أمن السلطة في الأراضي الفلسطينية.
من جهته، قال أمين السر في منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد أبو قمر، إن المنتدى ينظر بخطورة بالغة لاستهداف واعتقال الصحفيين من قبل أمن السلطة خاصة في ظل الهجمة الأمريكية والإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف أبو قمر لصحيفة "فلسطين": "كان الأولى بالسلطة أن تدعم الصحفيين، كونهم يمثلون عين وصوت الحقيقة في كشف انتهاكات الاحتلال ضد الفلسطينيين".
وأدان إقدام السلطة على اعتقال عدد من الصحفيين، وخاصة صبري، الذي يعمل منذ أكثر من 25 عاماً في مهنة الإعلام، وكان له دور في توثيق انتهاكات الاحتلال في الضفة.
وطالب أبو قمر، لجنة الحريات العامة في القوى الوطنية والإسلامية بالتحرك الفعلي لوقف انتهاكات أمن السلطة ضد الصحفيين. كما دعا نقابة الصحفيين للتحرك ومساندة الصحفيين وحمايتهم من الانتهاكات التي يتعرضون لها سواء من قبل أمن السلطة أو الاحتلال الإسرائيلي، مطالباً إياها بالتحرك الفعلي وتوفير الحقوق اللازمة للصحفيين.
وشدد على ضرورة تكثيف العمل الصحفي، خاصة في الوقت الراهن، من أجل إسناد الجهات الرسمية في الصراع ضد الاحتلال والمؤامرات التي تحيكها الإدارة الأمريكية ضد القضية الفلسطينية.
وأكد أبو قمر أن انتهاكات السلطة، لا تخدم إلا الاحتلال نفسه، وتهدف إلى إضعاف الحالة الفلسطينية المُنهكة أصلاً، سواء من الاحتلال أو السلطة.
انتهاك للقانون
بدوره، أكد نائب نقيب الصحفيين تحسين الأسطل، رفض النقابة كل الاعتقالات بحق الصحفيين، على خلفية عملهم الصحفي.
وعدّ الأسطل في تصريح لصحيفة "فلسطين" الاعتقالات السياسية ضد الصحفيين انتهاكاً للقانون الأساسي الفلسطيني.
وطالب بضرورة وقف حملات الاعتقالات، والإفراج عن كافة الصحفيين المعتقلين لدى أجهزة أمن السلطة، مشيراً إلى أن نقابته تواصل جهودها، من أجل عدم حدوث أي حالة اعتقال في الضفة أو غزة.
وحول اعتقال الصحفي صبري، ذكر الأسطل، أن نقابته ستتواصل مع الجهات المختصة، من أجل متابعة قضيته وصولاً للإفراج عنه.