قائمة الموقع

مؤتمر فرنسا .. الدبلوماسية أمام المعطيات الواقعية على الأرض

2016-12-31T12:23:02+02:00
صورة أرشيفية

تحاول فرنسا أن تجدد دورها على الساحة الدولية من خلال المؤتمر الدولي للتسوية الذي ستعقده الشهر المقبل، وهي تدرك أن الفلسطينيين يتعطشون لإحياء القضية الفلسطينية على الساحة الدولية بعد أن غابت بسبب الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط، لكن يبقى التساؤل حول مدى تأثيره على أرض الواقع في فلسطين ؟.

واستبعد مختصون في أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين" أن يكون للمؤتمر تأثير إيجابي على أرض الواقع، لأن (إسرائيل) سوف ترفض مخرجات المؤتمر، وتتهم الدول الداعمة له بعداوة "السامية" كالعادة.

موازين قوى

ورأى أستاذ الإعلام بجامعة بيرزيت د.نشأت الأقطش أنه لا يوجد قيمة حقيقية لأي مؤتمر "للتسوية" بدون موازين قوى على الأرض، مؤكدا أن جميع موازين القوى على الأرض لصالح (إسرائيل).

وقال الأقطش: "علينا أن لا نتوقع الكثير من هذا المؤتمر، فلا يوجد أي تأثير لهذا المؤتمر ما دام غير قادر على تغيير الواقع الموجود ".

وأوضح أن السلطة الفلسطينية تبحث عن أي شيء يبقيها على الوجود، وتحاول أن تبقى وتتمسك بأي وسيلة، نظرا لصعوبة وضعها السياسي.

وعن هدف المؤتمر، بين الأقطش أن الدول الأوروبية تشعر أن التحولات الإقليمية ستدفع ثمنها هي، لأن الولايات المتحدة بعيدة عنها، لافتا إلى أنه من خلال الأزمة السورية تبين كم هي أوروبا هشة وضعيفة أمام وضع غير مستقر بالعالم العربي.

وتبعا لقول الأقطش، فإن جزءًا من النظام الأوروبي يدفع بالمنطقة نحو الاستقرار، مشيرا إلى أن من أهداف المؤتمر أن أوروبا كانت بعيدة عن القضية الفلسطينية، لأن أمريكا لم تسمح لأحد أن يتدخل فيها فهي تمسك الملف كاملا، لذلك تحاول الدول الأوروبية أن يكون لها وجود فيه.

الحضور الدولي

من جانبه، قال المختص في العلاقات الأوروبية العربية سامر أبو العنين من جنيف: " إن فرنسا تريد أن تظهر كأحد اللاعبين الأساسيين في الشرق الأوسط خاصة".

وأضاف أبو العنين: "أن إدارة الرئيس الأمريكي الذي انتهت ولايته الرئاسية الثانية باراك أوباما لم تتمكن من وضع الشرق الأوسط على رأس أولوياتها، بشكل قوي أو منصف وعادل".

وأوضح أن إدارة أوباما تركت الشرق الأوسط عرضة لمختلف التيارات السياسية التي عبثت بالمنطقة بشكل كبير، في ظل فشل الدور البريطاني الذي كان تابعا للسياسة الأمريكية، مستبعدا أن يكون للمؤتمر تأثير على أرض الواقع.

وبين أن الظهور الروسي المهيمن على الملف السوري، كشف أن هناك ثغرات بمنطقة الشرق الأوسط، غابت عنها القوى الدولية التي كان من المفترض أن يكون لها باع بهذا الأمر.

وعد أن مثل هذه المؤتمرات تمثل حرجا لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، لأنها تعتمد على الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة التي تدين الاحتلال.

غياب (إسرائيل)

وغياب الطرف الإسرائيلي – حسب أبو العنين - سيجعل القرارات حبرا على ورق، موضحا أن فرنسا تريد الظهور لرأيها العام الداخلي والعرب، لتظهر كرائدة بين دول الاتحاد الأوروبي في الصراعات الدائرة بالشرق الأوسط، وتنبه روسيا أنها ليست صاحبة الاحتكار الوحيد في تلك الصراعات.

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيرزيت جهاد حرب: "إن مهمة المؤتمر تحديد رؤية دولية لإنهاء الاحتلال، وأن أهميته تكمن حول قدرته على وضع أجندة دولية للوصول لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967م"، موضحا، أن قرار مجلس الأمن الأخير والذي تبنى وقف الاستيطان قد يساهم بشكل بارز في تحديد معالم هذه الخطة والرؤيا المتبناة دوليا.

وأضاف حرب، "بأن حضور 70 دولة للمؤتمر يعني أن هناك ثقلا دوليا يمكن أن يقود إلى توحيد الجهود الدولية، واندماجها في الصراع الإسرائيلي وعدم إبقاء تفرد أمريكا بالمسؤولية على المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.

إلا أنه استبعد أن يكون له ضغوط حقيقية على الاحتلال، مشيرا إلى أن حصيلة الجهود الدولية يمكن على المدى البعيد أن تتحول من الإدانة إلى فرض عقوبات على (إسرائيل).

اخبار ذات صلة