أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس حسام بدران، أن رسالة غزة وصلت للاحتلال وأمريكا ودول العالم بقوة، منبهاً إلى أنه إن لم تكفِ الرسالة التي خرجت من المسيرة الشعبية الكبيرة الجمعة الماضية على حدود شرق غزة بتغيير الوقائع على الأرض وخاصة عند من يحاصرون غزة، فالشعب الفلسطيني قادر على المواصلة وابتكار أساليب جديدة حتى تقوم بإنهاء الحصار.
وقال بدران لصحيفة "فلسطين" أمس: "إن هدف مسيرة العودة كان نقطة بارزة ونوعية في إطار صراع الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، وما أعطاها خصوصية كونها جاءت من قطاع غزة الذي كانت كثير من أطراف العالم تتعامل معه أنه جزء من الوطن لا يحارب إلا بالسلاح مباشرة، فجاءت المسيرة الجماهيرية الشعبية لتدق ناقوس الخطر أمام العالم كله".
ردود إيجابية ولكن!
وأشار إلى التفاعل الإيجابي من العديد من الأطراف الدولية بإدانة جرائم الاحتلال بحق المتظاهرين، رغم محاولة الاحتلال لتكذيب الحقائق الواضحة على الأرض، لافتاً إلى أن هناك عدة أطراف دولية وغربية كانت إشارتها واضحة لحجم العنف من قبل الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين العزل.
وشدد على أن التفاعل الدولي يحتاج إلى مزيد من التحرك الفلسطيني والعربي الداعم للقضية الفلسطينية كي تصل الصورة كاملة لكل الأطراف الدولية بأن الاحتلال مجرم حقيقي وإرهابي.
وبين أن إدانة الاحتلال من الأطراف الدولية بحد ذاتها بهذا التوقيت خطوة إيجابية لكن هذا غير كاف، باعتبار "أننا نتحدث عن شعب يعيش تحت احتلال منذ فترة طويلة، ومن حقه العيش بكرامة مثل شعوب الأرض، والحديث عن قطاع غزة يضاف إلى ذلك الحصار الذي تجاوز 11 عاما".
وأكد أن المطلوب من الأطراف الدولية خطوات عملية في الضغط على الاحتلال أولا من خلال الاتصالات الدبلوماسية من هذه الدول التي تؤمن بالحرية، بحيث تشكل عامل ضغط دولي عليه لرفع المعاناة عن القطاع، مستدركا: "لا يعقل أن يقتل الفلسطينيون قنصا وتكتفي بعض الدول بالإدانة، فمطلوب محاسبة الاحتلال ومحاكمته على هذه الجرائم، وإعطاء الحقوق للشعب الفلسطيني ورفع هذا الحصار عن القطاع".
اتصالات دولية
وبشأن اتصالات أطراف دولية بقيادة حماس لوقف التظاهرات، أوضح بدران أن "الوضع الطبيعي لشعب يعيش تحت الاحتلال أن يقوم بكل الأشكال والأساليب من المقاومة، والمقاومة الشعبية الجماهيرية إحدى أنبل صور المقاومة والصمود".
وتابع: "إن أي طرف يزعم أنه حريص على دماء شعبنا مطلوب أن يضغط على الطرف المجرم، وأن يتجاوب مع مطالب الشعب السياسية والإنسانية في ذات الوقت؛ لأن المسيرة كانت عبارة عن نبض الشارع الغزي وليس الفصائل وحدها".
وحول إن كانت مسيرة غزة قد أسقطت "صفقة القرن" فعلياً، قال بدران: "إن المشاركة بحجمها الجماهيري واستعداد الناس بالتضحية بكل ما يملكون تحت عنوان العودة، التي هي إحدى النقاط الأساسية في صفقة القرن، قد أوصلت الرسالة بشكل كبير وواضح، وأن الشعب لديه الاستعداد والقدرة للاستمرار في هذه الطريقة من الرفض لتلك الصفقة".
ونبه إلى أن الأيام والأسابيع القادمة ستشهد تطورا ملحوظا في مسيرات العودة، مؤكداً أن الرسالة وصلت بقوة ليس للاحتلال وقيادته الأمنية والسياسية التي تعيش حالة ارتباك حقيقي، بل وصلت للبيت الأبيض والرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي ظن أنه يمكن أن يتخذ قرارات مصيرية ضد الشعب الفلسطيني ويقف الأخير لا يحرك ساكناً في الميدان.
وعن توقعهم لردة فعل الاحتلال وأمريكا والمجتمع الدولي على مسيرة غزة، بين عضو المكتب السياسي لحماس أن قضية غزة على وجه الخصوص وإن كان لها جانب إنساني إلا أنها في الأصل قضية سياسية، لأنها ظلت صامدة بوجه الاحتلال ورفضت رفع الراية البيضاء.
وبشأن إن كانت مسيرة غزة ستحفز الضفة الغربية المحتلة على الخروج بتظاهرات، لفت إلى أن الضفة تعيش ظروفا بالغة التعقيد على المستوى الميداني نظراً لاستهداف الاحتلال لمشروع المقاومة فيها منذ سنوات والاعتقالات التي تتم من قبلها ومن خلال التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية.
وأكد أن الضفة قادرة على التحرك، وما حدث بغزة أنموذج يحتذى به ليس في الضفة فقط بل في كل مكان يتواجد فيه الشعب الفلسطيني، معتقداً أن التحرك الجماهيري بالضفة من خلال المقاومة الشعبية أكبر قدرة وأثراً على تغيير الوقائع على الأرض وإيصال رسائل لا تقل قوة عن ما وصل من قطاع غزة.