فلسطين أون لاين

​أجواء عائلية تطغى على مسيرات العودة

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

على قطعة من الحصير وتحت ظلال إحدى خيام "مخيم العودة" في منطقة أبو صفية، عند الحدود الشرقية لقطاع غزة، أمضت عائلة المواطن نافذ يعقوب ساعات طويلة من يوم الجمعة، حيث مكان تجمع آلاف الفلسطينيين في انطلاق أولى فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار.

وأمضت عائلة يعقوب المكونة من 4 أفراد الوقت خلال ذلك اليوم بين المشاركة في الفعاليات الميدانية التي رافقت انطلاق المسيرة من فقرات حماسية وتراثية ووطنية، أو الجلوس للاستماع إلى حديث والدهم عن بلدتهم الأصلية السوافير.

وتحدث يعقوب لأبنائه عن بلدتهم بالقول: "أصل عائلتنا يعود إلى السوافير، القريبة من هنا حول قضاء غزة، فهي تقع على طول السهل الساحلي الجنوبي لفلسطين وعلى بعد 31 كيلومتر من شمال غزة، وقد اقتحمتها العصابات الصهيونية وهجرة أهلها الأصليين في نكبة 1948".

وأضاف يعقوب لصحيفة "فلسطين": "أنا لم أعايش تفاصيل النكبة عن قرب، ولكن سمعت عن وقائعها وهول المجازر التي نفذتها العصابات من كبار عائلتنا قبل عدة سنوات، واليوم جئت وأبنائي إلى هنا كي نشارك معا في مسيرة العودة ونطالب باسترجاع حقوقنا التي لن نسقط بالتقادم".

وتعد عائلة يعقوب نموذجا للعشرات من العائلات الغزية التي حضرت إلى المناطق الحدودية للمشاركة في مسيرات العودة، حيث أقامت اللجنة التنسيقية لمسيرة العودة وكسر الحصار خمس نقاط أساسية أطلق عليها "مخيم العودة" في تجسيد للعودة إلى قراهم وبلداتهم المحتلة.

وغير بعيد عن عائلة يعقوب، جلس الحاج عبد الرحمن التري (60 عاماً) إلى الجوار من الخيمة المخصصة للعائلات المهجرة من بلدة هربيا المحتلة، محاولا التقاط أنفاسه، وحضر مع ثلاثة من أبنائه الشباب إلى جانب زوجته.

ويتمنى التري أن تلامس قدميه ولو لثانية واحدة تراب هربيا محررة من الاحتلال الإسرائيلي، إذ سبق وأن زارها مرارا عندما كان يعمل داخل الأراضي المحتلة عام 48، قبل اندلاع انتفاضة الأقصى 2000.

وقال التري لصحيفة "فلسطين": "رسالتنا اليوم أن الفلسطينيين من الصغار والكبار متمسكون بحق العودة مهما طالت سنوات النكبة والهجرة، فالأمل بالعودة قائم ويزداد أكثر كلما ازدادت وحدة الشعب واصطفافه ضد الاحتلال وتمسكه بالمقاومة".

أما عائلة المواطن علاء الخطيب فلم تترد باتخاذ قرار المشاركة بمسيرة العودة منذ نسائم الصباح الأولى، حيث وصف رب العائلة مسيرات العودة بـ"خطوات الأمل الأولى نحو العودة إلى الديار وإلى بلدته الأصلية الجية".

وقال الخطيب لصحيفة "فلسطين": "رغم أن المسافة الفاصلة بين منزلي في السودانية، غرب مدينة غزة، كبيرة نسبيا عن نقطة التجمع، إلا أن ذلك لم يقف عائقًا أمامنا للمشاركة وتناول طعام غذاء الجمعة هنا قرب السلك الفاصل".

وفي وقت سابق، أكد الناطق الإعلامي باسم مسيرة العودة الكبرى أحمد أبو رتيمة وجود عدة مبادرات ذاتية من عائلات فلسطينية لنصب خيام لهم ضمن فعاليات الاعتصام السلمي، واصفا تلك المبادرات بالإيجابية التي تلعب دورا في عملية التحشيد الشعبي.

وقال أبو رتيمة لصحيفة "فلسطين": هذه المشاركات تؤكد على روح مسيرة العودة كونها اعتصامًا سلميًا متجاوزًا كل الأنماط التقليدية وجامع للقطاعات المجتمع دون تمييز".