فلسطين أون لاين

​عائدون...

هاجم مبعوث الرئاسة الأميركية الخاص إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، مسيرات العودة المخطط لها في قطاع غزة. وكتب غرينبلات في تغريدة على تويتر أن حركة حماس تشجع مسيرة عدائية على الحدود بين (إسرائيل) وقطاع غزة. وأضاف أنه على حركة حماس أن تركز في التحسينات الضرورية لحياة الفلسطينيين في قطاع غزة، بدلا من التحريض على العنف ضد (إسرائيل).

لا غرابة أن يهاجم غرينبلات مسيرة العودة، ولا غرابة في كلامه حين يصف حماس بأنها تحرض على العنف ضد إسرائيل، فهو أميركي الجنسية، يهودي الولاء، لا يقرأ التاريخ، ولا يعي معنى القرار ١٩٤ للأمم المتحدة الخاص بعودة اللاجئين إلى ديارهم. إنه لو كان منصفا لأدرك أن المسيرات السلمية تستحق التأييد، وأن القرار ١٩٤ يستحق التطبيق، وأن حكومته تشجع الإرهاب الإسرائيلي، وأن كلامه هو تحريض على قتل الفلسطينيين.

لا غرابة في قول غرينبلات، ولكن الغرابة في أقوال قيادية فلسطينية يوالي أصحابها العدو، ويتكلمون بلغته، حين يهونون من هذه المسيرات، ويرونها نوعا من إلقاء النفس إلى التهلكة، مع علمهم المسبق أنها مسيرات سلمية مائة في المائة، وأنها تهدف إلى تحريك الضمير العالمي، وأنها إعلان شعبي فلسطيني عن الرفض الكامل لسياسة أميركا في المنطقة.

لقد طفت على أماكن تجمع الحشود الفلسطينية، فوجدتها بعشرات الآلاف من الأعمار كافة، ومن الرجال والنساء والصبية والشباب، ورأيتها سلمية، تعبر عن الوحدة الوطنية، وعن الوطن الفلسطيني الجامع، وهدفها الرئيس هو العودة إلى الوطن، ولم أرَ فيها تهورا أو مغامرة، ولكنني رأيت العدو وهو يسعى إلى رفع التكلفة من خلال القناصين، والجنود المحتشدين، لكي يحبط قدرة الشعب على مواصلة الطريق نحو العودة، وحتى ينصر أعوانه من المنافقين في دعايتهم المسمومة؟!

إن وعي الشعب بحقوقه، وآليات العمل في هذه الظروف الصعبة، أنجح ولا شك مسيرة العودة في يوم انطلاقتها أمس الجمعة 30/3/201 ، وهو نجاح يغري بمواصلة البرنامج في الأيام والأسابيع القادمة، فقد أثبت الشعب أنه يعطي الوطن ما يستحق، في الوقت الذي تعطي قيادة السلطة العدو ما لا يستحق حين تقدس التنسيق الأمني، أو حين تعمل على تركيع غزة، وسحق الحياة فيها؟!