أعرب مندوبون عرب لدى الأمم المتحدة عن "خيبة الأمل لفشل مجلس الأمن الدولي في جلسته الطارئة التي عقدت فجر اليوم السبت، في التوصل الى نتيجة بشأن المذبحة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة خلال فعاليات احتجاجية لفلسطينيين عزل.
وفي الوقت نفسه طالب الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" ب " إجراء تحقيق مستقل وشفاف في الحادث".
وقال مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، ومراقب فلسطين، رياض منصور وممثل الجامعة العربية ماجد عبد العزيز في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء الجلسة، إن مشروع بيان رئاسي ستقوم الكويت بتوزيعه خلال أيام على أعضاء المجلس بشأن المذبحة الإسرائيلية.
وأوضح العتيبي أن مشروع البيان الرئاسي يتضمن إدانة مقتل أكثر من 15 فلسطينيا واصابة نحو الف آخرين ويطالب (إسرائيل)، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني كما يدعو مشروع البيان إلى إجراء تحقيق في الحادث وأن تتحمل إسرائيل مسؤولياتها".
بدوره أعرب السفير الفلسطيني عن خيبة الأمل العميقة إزاء فشل مجلس الأمن في إدانة المذبحة، واتهم صراحة "الولايات المتحدة الأمريكية بإعاقة مجلس الأمن عن الإضطلاع مسؤولياته".
وأردف قائلا "نشعر بخيبة أمل لأن المجلس أخفق في تحمل المسؤولية ولكننا سنستمر في العمل مع الكويت العضو العربي بالمجلس وأيضا مع بقية زملائنا حتى يضطلع المجلس بمسؤولياته ويدين المذبحة ويطالب بوقفها".
وتابع "أما بخصوص المطالبة بالتحقيق في المذبحة، فإننا لا نقبل أن تقوم إسرائيل بإجراء مثل هذا التحقيق الذي يتعين أن يكون حياديا وذو مصداقية".
وقال ممثل الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة، إنه يشعر ب "الإحباط لفشل المجلس في التصدي للعدوان الإسرائيلي الغاشم على الفلسطينيين ".
وأكد في تصريحاته عقب الجلسة "ضرورة أن يتدارك المجلس علي وجه السرعة هذا الفشل وأن يصدر مشروع البيان الرئاسي الذي سيتم التفاوض بشأنه خلال الأيام القليلة المقبلة".
واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة، فعاليات احتجاجية لفلسطينيين عزل، قرب السياج الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة، إحياءً للذكرى 42 لـ"يوم الأرض"، وسقط 15 شهيدا و1416 مصاباً.
وفي الضفة الغربية المحتلة، بلغ عدد المصابين الفلسطينيين 118 شخصاً، إثر مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مناطق متفرقة من الضفة.
و"يوم الأرض"، تسمية تُطلق على أحداث جرت في 30 مارس/ آذار 1976، استشهد فيها 6 فلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948، خلال احتجاجات على مصادرة سلطات الاحتلال مساحات واسعة من أراضٍ فلسطينية.
من جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" عن "القلق البالغ إزاء الصدامات التي وقعت بجانب السياج في غزة بين الفلسطينيين المشاركين في "مسيرة العودة العظيمة وقوات إسرائيلية".
ودعا "غوتيريش" في بيان أصدره نائب المتحدث الرسمي باسمه "فرحان حق" "إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في هذه الحادث".
وأردف قائلا "أناشد الأطراف المعنية الامتناع عن أي عمل قد يؤدي إلى مزيد من الإصابات ولا سيما أي إجراءات يمكن أن تعرض المدنيين للخطر".
وتابع "تؤكد هذه المأساة على ضرورة تنشيط عملية السلام الهادفة إلى تهيئة الظروف للعودة إلى مفاوضات هادفة من أجل التوصل إلى حل سلمي يتيح للفلسطينيين والإسرائيليين العيش جنباً إلى جنب بسلام وأمان".