فلسطين أون لاين

"غزة عقدة الفشل الإسرائيلي"

حمدان: مسيرة العودة بداية مشروع تحرير الأرض وعودة الشعب

...
بيروت - فلسطين أون لاين

أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس أسامة حمدان على أن مسيرة العودة الكبرى تمثل بداية مشروع تحرير الأرض، وعودة الشعب الفلسطيني، مشددًا على أنها خطوة عملية تؤكد أن كل تمزيق ملفات القضية لم يؤد لإسقاط حق اللاجئين.

وقال حمدان في لقاء مع إذاعة الفجر في بيروت الخميس إن: "العودة ليست حلمًا؛ فالفلسطينيون جاهدوا وقاتلوا على مدار حياة القضية، وفي كل مرة يخرج من يقود الانتفاضة، رغم محاولة الكي الوعي، التي يفشل بها الاحتلال في كل مرة".

وأضاف: "مسيرة العودة خطوة عملية تؤكد أن كل تمزيق لملفات القضية لم يؤد لإسقاط حقنا كلاجئين، حتى أولئك الذين يعيشون على أرض فلسطين لا زالوا يصرون على العودة، وكذلك في أماكن اللجوء الفلسطيني".

وأوضح حمدان أن حراك العودة "لا شك أنه يرسل رسالة للجميع بأن اللاجئين ما زالوا متشبثين بالقضية، وهم يمثلون 60% من الفلسطينيين، وهو بداية مشروع استراتيجي لتحريك قضية اللاجئين حتى يعودوا إلى ديارهم".

وشدد على أن الاحتلال يتخوف من المسيرة كون أن هناك كتلة بشرية كبيرة تتحرك، وما تزال تحمل الهم الوطني، وأن عملية التنظيم التي جرت فصائليا ليست استعراضية.

وأكد أن "غزة تمثل عقدة الفشل الإسرائيلي، وهي التي تشكل رادعًا حقيقيا لديه لأنه باتت تصبح حالة الفشل متأصله لديه، فقد خرج في 2005 تحت ضربات المقاومة، وفي اعتداءات المتكررة على القطاع".

وذكر حمدان أن الاحتلال ليس بحاجة إلى مبررات عندما يعتدي على شعبنا، فالمبرر أنه يريد كسر الإرادة الفلسطينية.

وقال: "عملية تحرير فلسطين تنضوي على كثير من التضحيات، والمسيرة ليست هروبا للأمام بل بداية مشروع تحرير الأرض وعودة الشعب لأرضه، لمواجهة الخطط الموضوعة لتصفية القضية".

وأضاف: "في ذروة الضغوط تقول إنك تتمسك بالقضية، وهو سلوك عمل وبنية مقاومة تتطور يومًا بعد آخر، وإظهار أن هناك إرادة حقيقية للشعب الفلسطيني، فهناك محاولة استلاب لإرادة الشعب من فريق رام الله".

ورأى حمدان أن المسيرة ستبقى عند الضوابط التي تم الاتفاق عليها، وهذا جزء من عملية كشف العدوان الإسرائيلي؛ فأي عدوان سيكون تأكيد على طبيعته العدوانية وليس خللًا في المسيرة".

طقوس المستوطنين

واعتبر حمدان الطقوس التي أجراها مستوطنون يهود قرب المسجد الأقصى "تطورًا منهجيًا وطبيعيًا للمسار الذي سار به الاحتلال ودعمته الإدارة الأمريكية للسيطرة على الأقصى، وسط تقصير ومشهد سلبي عربي وإسلامي كبير".

وقال: "المتطرفون من الصهاينة ومن يمثلون من حكومة الاحتلال، أطلقوا مبادرة لذبح القربان يوم الجمعة القادم (يوم غدٍ)، لمحاولة فرض أمر واقع من أجل تمرير التقسيم الزماني والمكاني للأقصى".

وأضاف: "ما حصل قبل أيام كان خارج الأسوار، ولكن التحدي الحقيقي في أن يجري ذلك داخل الأقصى؛ هم يحاولون تثبيت حقائق، لكنهم لن يستطيعوا، فمن طبيعة الناس أن تتحرك للدفاع عن المسجد الأقصى".

وشدد حمدان على أن زيارة القدس في ظل الترتيبات الإسرائيلية هو قرار ضمني بالسيطرة الإسرائيلية، في ظل الحديث عن زيارات لمسؤولين عرب للمسجد الأقصى.

وقال إن: "السلطة ومنظمة التحرير لا يقومان بواجبهما من أجل حماية الأقصى، مشددًا على أن "زيارات دعم صمود المقدسيين لا يمكن أن تتم بالتنسيق مع الإسرائيليين".

وأوضح أن غرس ذلك لدى أبناء الأمة أن مسألة زيارة القدس سهلة وممكنة، يفتح الباب للتعامل مع الاحتلال فهو أسوأ من التطبيع وسيكون اختراقا للشعوب والبيئة الشعبية لتلك الدول.

الاعتراف بالكارثة

وأكد عضو المكتب السياسي أن التشتيت الحاصل للقضية الفلسطينية بدأ منذ توقيع اتفاقية أوسلو عندما تخلي المفاوض الفلسطيني عن القضية، وقرر تقسيمها إلى ملفات "عاجلة وآجلة".

وأوضح أن "العاجل" للمفاوض بات التنسيق الأمني وحماية الاحتلال وتوفير الرواتب، واستطاعوا بذلك تقويض فلسفة المقاومة، وآن الأوان أن يقال إن ما جرى كارثة فأصل القضية تحرير الأرض.

وذكر حمدان أن هناك محاولة لتجديد القيادة المهترئة من خلال المجلس الوطني، وهناك حوارات مع الفصائل كافة للخروج بموقف موحد يحمي القضية.

ورأى أن "المجلس الوطني والمقرر أن يعقد في 30 أبريل المقبل هو مجلس لتصفية القضية الفلسطينية".

وشدد على أن حماس منفتحة على أي فكرة من أجل حماية المشروع الوطني، فكل الخيارات مفتوحة لنا، وبالذات ما يكون بالإطار الوطني العام.

وقال: "نحن لن نسمح بأن تسقط غزة كما يفعل (الرئيس) محمود عباس، وحريصون أن تكون خطواتنا في كل الإطار الوطني العام، وكل فصيل جاد في المقاومة له دور فاعل".

المشروع الوطني

وأوضح أن "المشروع الوطني عندنا كفلسطينيين يختلف عن مشروع عباس، الذي يحاول أن يصبغ عليه صفة الوطنية، وهو عبارة عن مشروع "يخدم الأمن الإسرائيلي".

أما المشروع الوطني الفلسطيني-وفق حمدان-"ليست بدعة ابتدعتها حماس بل ما سار فيه شعبنا في الثورات السابقة وما قاوموا من أجله عام 1948، حتى انطلاق الثورة المعاصرة القائم على التحرير وتقرير المصير".

وأكد أنه "لو كان الهدف هو الانسلاخ بغزة عن الباقي الفلسطيني والانسياق بمشروع ترمب، لكان يجب أن يكون المسار مختلف، ولكان من الأسهل الذهاب مباشرة إلى الأمريكيين ووكلائهم بالمنطقة، فحماس متمسكة بتحرير كل فلسطين ولا تزال تقاوم في الضفة والقدس وغزة".

وأضاف: "ليس هناك أي مصلحة لمصر لتصفية القضية الفلسطينية، والتواصل الذي تطور في المرحلة الأخيرة بين الحركة ومصر حقق نجاحا مهما في إبطال مفاعيل التشويش الذي يجريه عباس ضدنا وهذا ما رآه الوفد الأمني المصري".

وتابع: "وجود الاتصال الساخن والدائم كان مفيدًا لكشف أوراق من يعطل المصالحة، وسنواصل المضي قدمًا في المصالحة وفق ما تم التوقيع عليه في القاهرة، والآن بات واضحًا من يعرقل ويعطل لتنفيذ المصالحة".