دعا مئات الطلاب المغاربة، الأربعاء، إلى الضغط على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتغيير سياسته بشأن مدينة القدس المحتلة، إلى جانب دعوتهم لتجريم التطبيع مع (إسرائيل).
جاء ذلك خلال مهرجان "خطابي لنصرة القدس"، بمدينة القنيطرة (شمال)، رفع المشاركون فيه شعارات مناصرة لحق الفلسطينيين التاريخي بالقدس كعاصمة لدولتهم، ورافضة للتطبيع مع "العدو الصهيوني" (إسرائيل).
كما رددوا هتافات تطالب الفلسطينيين بالاستمرار في خيار المقاومة، وتدعو الدول العربية والإسلامية للضغط على واشنطن للتراجع عن قرارها بشأن القدس، الذي أثار غضباً عربياً وإسلامياً وانتقادات وتحذيرات غربية.
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اعتبار القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة مزعومة لـ(إسرائيل)، القوة القائمة باحتلال القدس منذ عام 1967، وهو وضع لا يعترف به المجتمع الدولي.
وجاء هذا المهرجان ضمن فعاليات الدورة العشرين لـ"المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي" لـ"منظمة التجديد الطلابي" (غير حكومية).
وندد المشاركون في المهرجان بأعمال عنف الاحتلال ضد الفلسطينيين، ورفعوا الأعلام الفلسطينية والمغربية، ودعوا لتسريع عملية إصدار قانون يجرم التطبيع مع "الكيان الصهيوني".
وتقدمت أربعة كتل برلمانية بمقترح قانون لتجريم التطبيع مع (إسرائيل)، لكنه مجمد منذ أكثر من أربع سنوات.
وفي كلمة له خلال المهرجان، قال عزيز هناوي، مسؤول في "المبادرة المغربية للدعم والنصرة" (جمعية غير حكومية): "مرت مئة سنة على السرقة الموصوفة للأراضي الفلسطينية، بعد وعد بلفور (البريطاني عام 1917)".
وتابع "واليوم يريدون أن يدشنوا مئوية جديدة بعد وعد ترامب، لكنها ستكون مئوية تحرير فلسطين".
وأضاف: "أرادوها صفقة القرن لكنها ستخيب بصمود الفلسطينيين ودعم إخوانهم في مختلف الأقطار".
وتعمل إدارة ترامب على إعداد خطة للسلام تُعرف إعلامياً بـ"صفقة القرن"، ويتردد أنها تشمل الضغط على الفلسطينيين لتقديم تنازلات في قضايا أساسية، على رأسها القدس.
وحذر هناوي من أن "التطبيع خطر على النسيج الاجتماعي المغربي قبل أن يكون إساءة وطعنة في ظهر الفلسطينيين".
ودعا الحركة الطلابية المغربية إلى "حماية الذاكرة والثوابت في قضية فلسطين بامتلاك الإرادة والوعي الفردي والجماعي".
فيما قال عمران بن حمان، نائب منسق جمعية "المبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان" (غير حكومية)، إن "القدس عاصمة فلسطين الأبدية، وسنستمر على العهد حتى تحرير بيت المقدس وعودة فلسطين محررة".
وبشأن تنظيم هذا المهرجان، قال عبد الرحمان الداكي، المشرف على "المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي"، إن هذه الفعالية "تعبير عن موقفنا الثابت من القضية الفلسطينية".
واستطرد "موقفنا المتمثل في عدم الاعتراف بـ(إسرائيل)، وإدانتنا للاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وتأكيد عن بالغ تضامننا مع الفلسطينيين في انتفاضتهم ضد المحتل".
وتعتزم واشنطن، وفق مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، نقل سفارتها من "تل أبيب" للقدس، في مايو/أيار المقبل، بالتزامن مع الذكرى السبعين لاغتصاب فلسطين.