فلسطين أون لاين

​ما الرسائل العسكرية والسياسية لمناورات كتائب القسام؟

...
غزة - يحيى اليعقوبي

جاءت مناورات كتائب القسام بعد مناورات أجراها جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا، وقبل انطلاق مسيرات العودة الكبرى الجمعة المقبلة، في وقت تتعرض فيه القضية الفلسطينية لمحاولات تصفية ويطلب في سبيل ذلك سلاح المقاومة، ما يجعل من مناورات "التحدي والصمود" ذات دلالات سياسية وعسكرية وفق مراقبين وخبراء عسكريين.

ونشرت الكتائب عناصرها في الطرقات الداخلية في محافظات قطاع غزة كافة، وعلى طول المناطق الحدودية، كما حلقت طائرات القسام "أبابيل" في سماء القطاع، وسمع دوي أصوات انفجارات جراء التدريبات والمناورات، وكذلك إطلاق صواريخ تجريبية باتجاه البحر، واستعراض دبابات مجرورة بعربات، تحاكي دبابات الاحتلال.

الخبير العسكري واصف عريقات يبين أن عنوان المناورات، يعني بناء القدرات وتطوير المهارات والإعداد للدفاع عن النفس أمام التهديدات الإسرائيلية المتكررة والتي أخذت وتيرة متصاعدة في الفترة الأخيرة.

وربط عريقات وهو لواء متقاعد خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" مناورات القسام بالمناورات التي أجراها جيش الاحتلال بالمشاركة مع 2500 جندي أمريكي مؤخرا رفقة حاملة طائرات، وكانت إحدى السيناريوهات المطروحة وهو الاعتداء على قطاع غزة.

ورأى أن المناورات تحمل أربع رسائل، الأولى لجيش الاحتلال ومن خلفه من يدعمه كأمريكا بأنه رغم اختلال ميزان القوى إلا أن هناك إمكانية للتصدي لأي اعتداء، والثانية طمأنة الجبهة الداخلية الفلسطينية ورفع وتعزيز المعنويات بأن المقاومة مستعدة لأي اعتداء.

والرسالة الثالثة للجبهة الداخلية الإسرائيلية بأن المقاومة ورغم أن إمكانياتها دفاعية فمن حقها القيام بتدريبات عسكرية وبناء قدراتها والاستعداد للدفاع عن النفس تماما كما يفعل جيش الاحتلال، أما الرسالة الرابعة فهي للعالم بأن حصار قطاع غزة والآلام التي يتسبب بها إلا أنه هناك إمكانية للصمود فيما لو أقدم الاحتلال على الاعتداء.

ونبه أن أي مناورة تنفذها أي قوة تحمل أبعاداً عسكرية وسياسية، مبينا أن الهدف السياسي من مناورات "التحدي والصمود" يأتي في ظل الحديث عن صفقة القرن التي بات معلوما أنها تستهدف القضية الفلسطينية، فحملت مناورة القسام رسالة سياسية بأنه لن يمر أي شيء بلا إرادة الشعب الفلسطيني.

كما ربط الخبير العسكري المناورات بمسيرات العودة، قائلا: "مسيرات العودة جوهر الأمر في توقيتها وأهميتها في ظل مساعي الاحتلال لإفشالها، فجاءت المناورات كرد عملي بأنها خلف المشاركات الشعبية وستحمي المشاركين في حال اعتدي عليهم".

وأوضح أن المناورات العسكرية جزء من الإعداد الفلسطيني، ورسائل للاحتلال بأنه لن يكون هناك أي اعتداء عسكري دون أن يدفع ثمنه.

وكانت وسائل إعلام عبرية قالت إن إعلان القسام عن مثل هذه المناورة يعتبر تطورًا جديدًا في تكتيكاته، ويبعث برسائل عدة مفادها بأنه جاهز للمواجهة مع (إسرائيل).

وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها القسام أو أي فصيل من فصائل المقاومة في غزة عن مناورات دفاعية في القطاع.

الاحتلال يراقب

وبشأن نظرة الاحتلال للمناورات، أشار المختص بالشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي إلى أن الاحتلال رفع من درجة استعداداته لمسيرة العودة كما زاد من الاستعدادات على السياج الأمني الفاصل بعد إعلان الكتائب عن مناوراتها، وبدأ يأخذ الرسائل الموجهة إليه بعين الاعتبار، محاولا من خلال نشر طائرات استطلاع في أجواء القطاع معرفة قدرات المقاومة التي ستظهر في الميدان.

وقال الرفاتي لصحيفة "فلسطين": "لهذه المناورات دلالة أساسية في هذا الجانب أنها دفاعية وليست هجومية، أي أنها تعد العدة وتجهز نفسها ولكنها ليس لديها رغبة في التصعيد، لإفساح المجال أمام المعركة الشعبية".

ويتوافق الرفاتي مع عريقات من حيث رسائل هذه المناورات، موضحا أن كتائب القسام حينما تنشر قوتها ميدانياً فذلك إنذار لجيش الاحتلال بألا يدفع القسام لاستخدام هذه القوة التي شاهدها، وعدم التعرض لمسيرات العودة والقوى الشعبية المشاركة.

ورأى أن الإعلان الرسمي عن المناورات يوصل رسالة بشكل مختلف للاحتلال تحت عنوان "ميدان بميدان" بأن المقاومة لا ترد بالكلام وإنما بالأفعال ولديها من القدرات التي تجعل الاحتلال يفكر ويحسب ألف حساب إن قرر الاعتداء على غزة، وبأن المقاومة تراكم قوتها وقدراتها العسكرية للدفاع وحماية القطاع من أي هجوم محتمل، وكذلك تتحدى سياسة الحصار المفروضة على غزة والتي تستهدف سلاح المقاومة.