لم تكن تجربة حماس في تسليمها معبر رفح البري لحرس الرئيس تجربة ناجحة، فلم تحدث تغييرات إيجابية على المعبر البتة. فالإغلاق هو الإغلاق؟! والمعاناة هي المعاناة؟! وكلام السلطة عن أن فتح معبر رفح مشروط بتواجد حرس الرئيس كان كذبة كبيرة ابتلعتها حماس.
المعبر الوحيد لغزة مع العالم مغلق، والشيء الوحيد الذي تغير بوجود حرس الرئيس هو ارتفاع تذكرة التنسيق إلى ألفين وثلاثة آلاف دولار للشخص الواحد.
قال الرجل لخاطب ابنته القادم من أمريكا: المهر خمسة آلاف دولار، ورسوم تنسيق المعبر للمرور إلى مصر ستة آلاف دولار تدفع مع المعجل حتى يتمكن الأب والأم من الخروج مع العروس وإجراء مراسيم الفرح في مصر. توقف العريس عن شرب فنجان القهوة، وقال: (يكفينا شرف المعرفة)، وعاد لأمريكا من خلال معبر بيت حانون بخفي حنين، وقد عزم على الزواج من أميركية، حتى ولو كانت نصرانية؟!
قال مسؤول في صالة أبو يوسف النجار: إن عشرات من العرائس تنتظر رحمة الله، وتنتظر أن يفتح لهن معبر رفح أبوابه للالتحاق بالعريس أو الزوج، وهن يطالبن بإسقاط ضريبة التنسيق عنهن حيث لا يمتلكن المال اللازم للسفر. وقد سمعت أبًا يقول: توبة من ها النوبة؟!
من للعروس والعريس فيلبي نداء العفة والزواج ويفتح لهم معبر رفح في حافلة زفاف بيضاء يحدوها أمل بناء عش الزوجية وإقامة حياة كريمة بعد أن كاد أن يتعطل الزواج في غزة بسبب البطالة وعدم امتلاك المال اللازم.
قلنا إن شيئًا جديدًا وإيجابيًا لم يحدث في معبر رفح بعد تسلم حرس الرئيس له، وقد أفادت بعض المواقع والصحف أن خمسين تاجرًا اعتصموا أمام المعبر بعد أن رفضت حراسة الرئيس في المعبر إدخال بضائعهم القادمة من مصر، رغم تعرض بعضها للتلف، وقد شهدنا تصويرا (فيديو) لتاجر يلقي ببضاعته بسبب تلفها؟! حتى ترحم بعض التجار على أيام حماس مبديًا ندمه على تأييد وجود حرس الرئيس في المعبر، فهل هذه هي المصالحة التي ينشدها الشعب؟! وهل هذا هو المعبر الذي يريده المواطنون في غزة؟! أم أن شرف التواجد فيه كفاية؟!