يقف سعيد الشخريتي على مقربة من السياج الفاصل بين غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 48، شرق حي الشجاعية، دون مبالاة لأي حماقة قد ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما جرت العادة.
ولأن الشاب البالغ من العمر (30 عامًا) يؤمن أن العودة حق كالشمس، فإنه دومًا ما يتوجه ويشارك في فعاليات المقاومة الشعبية المناوئة للاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة غزة.
ويقول إنه ينوي المشاركة في فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار المقرر انطلاقها يوم الجمعة المقبل لإحياء الذكرى الـ42 ليوم الأرض، والذي يوافق 30 مارس/ آذار من كل عام.
ويتأهب الفلسطينيون في أماكن تواجدهم للمشاركة في هذه المناسبة التي جرت العادة على إحيائها مرة واحدة كل عام، لكنها هذا العام ستكون ذات طابع خاص ومستمر حتى 15 مايو/ أيار المقبل، بعد قرار رئيس اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، وعزمه نقل سفارة بلاده إلى المدينة المقدسة في ذكرى النكبة الـ70.
وتعود أصول الشخريتي إلى بلدة السوافير المهجرة في الداخل المحتل، ويسكن حي الشجاعية.
ويؤكد الشاب أن حق الشعب الفلسطيني في أرضه التاريخية "لن يسقط بالتقادم"، مشيراً إلى أنه يعرف جيدًا كيف هجَّرت العصابات الصهيونية أجداده من أراضيهم المحتلة إبان النكبة لبناء وطن لليهود أراضينا الفلسطينية.
يضيف: "أعرف أدق التفاصيل عما تعرض له أهلنا آنذاك، لذلك سأشارك في مسيرة العودة تعبيرًا عن تمسكي بالعودة حتى لو تعرضنا لإطلاق نار".
وترى الهيئة الوطنية العليا المنظمة للحدث، أن المسيرة تطبيق عملي للقرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة في 11 ديسمبر/ كانون الأول 1948، والقاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم المسلوبة.
وهو ما يصر عليه أمجد المصري (38 عامًا) "أريد أن أوصل رسالة لليهود أننا لن ننسى أراضينا ولن نتنازل عنها"، لافتاً أنه سيشارك في مسيرة العودة وكافة أفراد عائلته تأكيدًا على تمسكهم بحق العودة.
وفي الوقت الذي تعترف فيه قرارات أممية بحق عودة الفلسطينيين المهجرين إلى أراضيهم، فإن الاحتلال الإسرائيلي يرفض هذه القرارات ولا يعترف بها.
ويقول محمد مقداد إن الاحتلال يعتبر نفسه فوق القانون ويرتكب المجازر والانتهاكات. لكن رغم ذلك سنشارك في فعاليات مسيرات العودة ولن نترك حقنا.
واتخذت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة سلسلة قرارات وشكلت 13 لجنة لإحياء ذكرى يوم الأرض عبر تنظيم الفعاليات من حشد الجماهير وتنظيم المسيرات لمناطق التماس والحدودية أيضًا.
و"الأرض" هو اليوم الذي قررت فيه سلطات الاحتلال عام 1976 مصادرة 21 ألف دونم من أراضي قريتي عرابة وسخنين، ترافق مع القرار إعلان حظر التجوال في القرتين، وأربع قرى أخرى (دير حنا، طرعان، طمرة، كابول)، لكن الفلسطينيين تجاهلوا القرار وانتفضوا شعبياً، وجرت مواجهات مع قوات الاحتلال أدت إلى استشهاد 6 فلسطينيين وجرح اعتقال المئات، وتراجع حكومة إسحق رابين آنذاك عن قرار المصادرة.
وتنطلق مسيرة العودة هذا العام في إطار فعل شعبي مقاوم يهدف إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد السياسي والإعلامي، وهي تعتمد على أساليب المواجهة السلمية حتى لا يكون لدى الاحتلال أي مبرر لاستهداف المشاركين فيها، كما يقول القائمين عليها.
وكانت لجان الوجهاء والعشائر في الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة، أعلنت أن الوجهاء ورجال العشائر والأعيان سيتقدمون الصفوف في مسيرة العودة التي ستنطلق إلى الحدود الشرقية لقطاع غزة.
ودعا التجمع العشائري إلى إسناد المسيرة التي تحسب لها حكومة الاحتلال ألف حساب، وبدأ الجيش تحضيراته لها.

