فلسطين أون لاين

​"حبة" من كل بيت

سلة الخضار.. فكرةٌ جديدة للتغلب على نقص التبرعات

...
غزة - مريم الشوبكي

في ظل تفاقم صعوبة الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، أصبح توفير التبرعات حاجة ملحّة، وصعبة في ذات الوقت، لذا كان لا بد من الخروج بأفكار جديدة تسهّل الأمر، ومن ذلك حث الناس على التبرع بحبة خضار واحدة من مشترياتهم لبيوتهم، فحبة واحدة لا تثقل على النفس المثقلة أصلًا بالأعباء الاقتصادية، ولكنها تثقل ميزان الثواب عند الله وتسد حاجة أسرٍ تسترها الجدران.

كنوع من التكافل الاجتماعي بين أهالي قطاع غزة، انتشرت هذه المبادرات لتوفير "طبخة" لكل أسرة لا تمتلك مالًا لتوفيرها لأبنائها، وكذلك فإن بعض القائمين على توزيع المساعدات توجهوا نحو فكرة توزيع الخضروات واللحوم بدلا من المال بشكله النقدي فقط.

حبّة واحدة

قال نائب رئيس لجنة حي الرحمة في النصيرات وسط قطاع غزة ياسر عبد الرحمن: "في الأوضاع الاقتصادية الحالية الصعبة وبعد سؤال تجار الخضار والفاكهة عن الأسر المتعففة في الحي تبيّن لما وجود أسر ليس في بيوتها طعام ولا تستطيع توفير وجبة يومية لأبنائها".

وأضاف لـ"فلسطين": "اجتمعت لجنة الحي وفكرت بحلول مناسبة أسرع من جمع التبرعات، والتي أصبح توفيرها مُعقدًا في الفترة الحالية، فاتجهنا نحو فكرة (سلة الخضار والفاكهة)".

وتابع: "هذه الفكرة سهلة من حيث القدرة على تطبيقها، إذ نعلّق ورقة في بعض محال الخضروات لندعو المواطنين للتبرع بحبة واحدة من الخضار أو الفاكهة التي يشتريها".

وبين أن المبادرة بدأت في شهر فبراير الماضي وما زالت مستمرة، وفي هذه المدة استفادت 150 أسرة بسلال غذائية من الخضار والفاكهة، لافتًا إلى أنه تم التعاون مع تجار وبائع متجول.

ونوه عبد الرحمن إلى أن هذه الحملة أدت إلى توزيع سلة غذائية على أسرة محتاجة في الحي يوميًا.

تعميم الفكرة

وأوضح: "حبة خضار واحدة من مشتريات الشخص ليست أمرًا مرهقًا للمتبرع، وفي المقابل تحقق استفادة كبيرة للأسرة المحتاجة، ولهذا السبب تم تعميم الفكرة في النصيرات كلها، وتم تطبيقها أيضا في رفح وشمالًا لقطاع".

وبين أن المبادرة قائمة على 13 متطوعًا، يوزعون سلال الخضار والفاكهة في الحي، وتوسعت المبادرة حيث تم تشكيل لجنة أخرى في مخيم "1" مكونة من 13 شابًا وزعوا حتى الآن 17 سلة غذائية.

وعن معايير اختيار الأسر المنتفعة من السلال، قال: "لدى اللجنة كشف يضم 170 أسرة معيلها عاطل عن العمل، ولكن مع بداية العام شملت المبادرة عددًا من أسر موظفين يتقاضون رواتبهم من غزة ورام الله".

ولفت عبد الرحمن إلى أن تفاعل المواطنين مع المبادرة كبير، حتى أن بعض المزارعين تبرعوا بكميات من الخضار.

خضار ولحوم

وفي جنوب القطاع، وتحديدًا في محافظة خانيونس، شكل ثلاثة شباب "ائتلاف الخير صمود"، وأطلقوا مبادرة منذ ثمانية أشهر تقريبًا، لتقديم السلال الغذائية إضافة إلى المساعدات النقدية للأسر المحتاجة.

وقال أحد القائمين على المبادرة مصطفى أبو سيدو: "أطلق المبادرة ثلاثة شباب باجتهاد شخصي، وهم غير تابعين لأي جهة، ويقدمون مساعدات نقدية وغذائية لأسر محتاجة في أكثر من منطقة في القطاع".

وأضاف لـ"فلسطين" أن "القائمين على المبادرة تحسسوا حاجة الناس وفق الظروف الحالية، والتمسوا أنهم بحاجة إلى الخضار والفاكهة واللحوم والدجاج بعيدًا عن المواد التموينية الأخرى".

وتابع: "التفاعل مع المبادرة ازداد منذ شهرين، حيث تعاون تجار وباعة خضار وفواكه بالتبرع بقيمة السلال الغذائية".

واستفادت من المبادرة 300 أسرة معيلها عاطل عن العمل، أو يتقاضى راتبًا غير كامل، بحسب أبو سيدو.

ولفت إلى أن الشباب الثلاثة يوزّعوا السلال الغذائية يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع.

وبين أنه تم توزيع 12 ألف دولار على المحتاجين، إما على شكل مساعدات نقدية، أو سلال غذائية، أو بدفع قيمة إيجار المنزل لبعض الأسر.

وأوضح أن المبادرة واجهت صعوبة في البداية فيما حث الناس على التبرع، ومع الوقت تلاشت هذه المشكلة.

وأشار إلى أن توسع العمل دفع الفريق إلى إطلاق مبادرة جديدة لضمّ عدد من المتطوعين للمساعدة في توزيع السلال الغذائية من شمال إلى القطاع جنوبه.