حين يقول (بينت) زعيم البيت اليهودي، ووزير التعليم: (إن عصر الدولة الفلسطينية انتهى بقدوم دونالد ترامب)، وهذا يعني أنه لا مكانة موجودة لمفاوضات حلّ الدولتين، يأتي الرد (الديموغرافي) غير المباشر من جهاز الإحصاء الفلسطيني الذي قدر أن عدد الفلسطينيين فـي العالم بحوالي 12.70 مليون فلسطيني، (4.88 ملايين فـي دولة فلسطين، وحوالي 1.53 مليون فلسطيني في (إسرائيل) داخل الخط الأخضر، وما يقارب 5.59 ملايين في الدول العربية، ونحو 696 ألف في الدول الأجنبية).
عدد الفلسطينيين في الضفة حوالي 2.97 مليون ، وعددهم 1.91 مليون في قطاع غزة ، وبلغ عـدد الفلسطينيين المقدر في (إسرائيل) حوالي 1.53 مليون فلسطيني نهاية العام 2016،
وبلغت نسبة الأفراد دون الخامسة عشرة من العمر نهاية عام 2015 للذكور 34.3% وللإناث 33.5% في الوقت الذي بلغت فيه نسبة الأفراد الذين أعمارهم 65 سنة فأكثر للذكور 4.0% وللإناث 4.8%.
وعدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية حوالي 6.41 ملايين نهاية عام 2016، في حين بلغ عدد الإسرائيليين 6.33 ملايين بناء على تقديرات دائرة الإحصاءات الإسرائيلية نهاية عام 2015، ومن المتوقع ان يبلغ عددهم 6.45 ملايين مع نهاية عام 2016. وسيتساوى عدد السكان الفلسطينيين والإسرائيليين في نهاية عام 2017. وستصبح نسبة السكان الإسرائيليين حوالي 49.3% من السكان وذلك بحلول نهاية عام 2020 حيث سيصل عددهم إلى نحو 6.96 ملايين إسرائيلي مقابل 7.12 ملايين فلسطيني.
هذه الأرقام الإحصائية الدقيقة هي الرد الطبيعي على فشل حلّ الدولتين، والرد الطبيعي على فكرة الدولة اليهودية التي يطالب بها نتنياهو، وهي أرقام تعيد إلى الواجهة فكرة الدولة الديمقراطية لكل سكانها، كم كانت تطرح منظمة التحرير في فترة سابقة.
دولة العدو اليهودية غير قابلة للحياة بشكل طبيعي في السنوات القادمة بفعل عامل الديمغرافيا، وتفوق السكان الفلسطينيين عددا على السكان اليهود، وهذا ما يقلق القيادات الصهيونية التي تبحث عن حلّ من خلال فكرة تبادل السكان، وتبادل الأراضي، وإيجاد فاصل بينهما من خلال فكرة الحكم الذاتي الذي يمنع الفلسطينيين من المطالبة بالدولة الديمقراطية لكل سكانها.
إن التحذير الأميركي في سنوات خلت كان في مكانه، حين بينت إدارة اوباما خطر الديمغرافيا على دولة إسرائيل، وخطر تقنية الصواريخ، والتشدد الإسلامي. الإحصاء المذكور آنفا يقر تساوي السكان اليهود والسكان الفلسطينيين في أرض فلسطين التاريخية ، وهذه معضلة لدولة العدو عليها البحث عن حلّ مناسب لها، مع الأخذ بالحسبان تمسك الفلسطيني بوطنه، ورفضه لتركه، ورفضه لتبادل السكان، ومطالبته بالعدل والمساواة والديمقراطية، ونبذ التمييز العنصري.
إن انتصار الفلسطيني في معركة الديمغرافيا مسألة يقررها علماء الجغرافيا والسكان في دولة العدو، وهم يحذرون أصحاب القرار في الحكومة من هذا الخطر الذي لا علاج له، في ضوء التجربة الفلسطينية التي ترفض الهجرة.