فلسطين أون لاين

مع اقتراب موعدها.. تهديدات الاحتلال لمسيرة العودة تزداد حدة

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

بشكل تدريجي ترتفع وتيرة تهديدات الاحتلال الإسرائيلي ضد فعاليات مسيرات العودة المرتقبة في 30 من الشهر الجاري عند الأراضي الملاصقة للشريط الحدودي مع قطاع غزة، الأمر الذي يعكس مدى تخوف الاحتلال من تلك المسيرات على الصعيدين الأمني والسياسي، وفقا لمراقبين.

وفي منتصف الأسبوع المنصرم، حذر "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي في تقرير خاص من التداعيات الأمنية والسياسية البالغة الخطورة التي يمكن أن ينطوي عليها نجاح الفلسطينيين في تنظيم مسيرة العودة.

واعتبر المركز أن "المسيرة يمكن أن تسهم بالمس بمكانة إسرائيل الدولية بشكل كبير وتحرج قيادتها السياسية"، محذّراً من أن "نجاحها يمكن أن يمثل نموذجاً عملياً يمكن للفلسطينيين في الضفة الغربية أن يقتدوا به".

وتبع ذلك تصريح لوزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، قال فيه إن "تهديد الصواريخ والأنفاق معروف لنا، ويعمل الجيش على مواجهته، ولكن يجب الاستعداد لسيناريو من نوع آخر، وهو المسيرات ضخمة باتجاه السياج الحدودي".

وفي وقت سابق ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن جيش الاحتلال يجري تقييمات موسعة للأمور ويسعى لرسم صورة واضحة عن مدى جدية هكذا تظاهرات وأعداد المشتركين فيها وأماكن تركزها ليعيد انتشار قواته بناءً على هذه المعطيات.

ولفتت تقارير إسرائيلية أخرى إلى أن جيش الاحتلال ألغى أخيراً إجازات الجنود في الوحدات القتالية، وذلك مع اقتراب يوم الأرض، وعشية عيد الفصح اليهودي.

الناطق الإعلامي باسم مسيرة العودة أحمد أبو رتيمة أوضح أن الاحتلال أعطى اهتماما بالمسيرة منذ الأيام الأولى للتحضير عنها، ولكن الأمر بدأ يأخذ منحى آخر خلال الأيام القليلة الماضية على التهديدات للمشاركين وتحذيرات من النتائج.

وقال أبو رتيمة لصحيفة "فلسطين" "تدلل تلك التهديدات التي تخرج من مختلف المستويات السياسية والأمنية وكذلك البحثية على مدى تخوف الاحتلال من تلك المسيرة، التي أعلنت التزامها بالسلمية ورفع مطالب تتوافق مع القانون الدولي والإنساني".

وأشار إلى أن توحد الكل الفلسطيني خلف المسيرة وأهدافها، يدفع الاحتلال إلى زيادة حدة التهديدات واتخاذ جملة من الإجراءات على الأرض تعكس مدى تخوفه، رغم أن المسيرة سلمية شعبية.

وأعلنت اللجنة التنسيقية لمسيرة العودة الكبرى بأن موعد التحرك الشعبي والوطني لفعاليات المسيرة هو ذكرى يوم الأرض الذي يصادف 30 آذار/مارس الجاري على هيئة اعتصام مفتوح في المناطق الحدودية، مع اعتبار ذكرى نكبة فلسطين 15 مايو/أيار المقبل محطة أخرى للتحركات الجماهيرية.

مخاوف مزدوجة

بدوره، ذكر المحلل السياسي مأمون أبو عامر أن التهديدات الإسرائيلية تنطوي على مخاوف أمنية وسياسية مرتبطة، مشيرا إلى أن التقارير الإسرائيلية التي تناقش مسيرة العودة ومستقبلها تضع في حسبانها الطابع الجماهيري الشعبي الذي ستنطلق على أساسه المسيرة.

وأضاف أبو عامر في حديثه لصحيفة "فلسطين" يخشى الاحتلال أن تعمل المسيرة على تأجيج الشارع الفلسطيني في غزة ضد الاحتلال في ظل انسداد الآفق وتشديد الحصار على مختلف المستويات الحياتية، الأمر الذي سيجعل الاحتلال في مواجهة حشود جماهيرية غير مسبوقة".

وأوضح أبو عامر "في تلك الحالة سيقدم الاحتلال على التصدي للمواطنين العزل وعلى إثر قد يرتقي شهداء ويسقط الجرحى وكل ذلك سيحرج (إسرائيل) أمام الرأي العام الدولي، ويجعل قادتها لاحقا عرضة لملاحقات قانونية وقضائية في المحافل الخارجية".

وبين أبو عامر أن الاحتلال يحاول توتير المناطق الحدودية مع اقتراب موعد مسيرة العودة، عبر تنفيذ تفجيرات "تحت السيطرة" لعبوات يقول إنها مزروعة قرب السلك الفاصل، وكل ذلك بسبب إيجاد مبررات مسبقة لصد الفلسطينيين واستخدام القوة ضدهم.