على مدار الـ 60 يوما الماضية، اضطر المواطن عماد الخطيب لسلك طرق وعرة محفوفة بالمخاطر، بغية الوصول إلى مقر عمله في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وذلك على إثر إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمداخل قرية حزما شمال شرق القدس المحتلة، قبل أن يرفع الحصار عنها أخيرا.
وفتحت قوات الاحتلال مؤخرا، المدخل الرئيس للقرية بعد إزالة المكعبات الإسمنتية الضخمة التي وضعتها سابقا على المدخل الشمالي، كما أزالت جمع العوائق والاسلاك الشائكة التي وضعتها قبل نحو شهرين على المداخل الفرعية بين الأراضي الزراعية وذلك بهدف إحكام حصار حزما من الاتجاهات كافة.
وأقدم الاحتلال في 16 يناير/كانون الثاني المنصرم على إغلاق جميع مداخل حزما بالسواتر الترابية والأسلاك الشائكة ونصب بوابة حديدية ضخمة؛ بغية عزل القرية، التي يسكنها قرابة ثمانية آلاف نسمة، عن محيطها العام ومعاقبة السكان بشكل جماعي.
ويقول الخطيب "تفاجئنا مساء الأربعاء بحالة ازدحام شديدة عند المدخل الشمالي المخصص لمرور السيارات، حينها علمنا بقرار رفع الحصار وفك الإغلاق عن القرية بعد أسابيع من الحصار المشدد والمضايقات غير المسبوقة".
ويضيف الخطيب لصحيفة "فلسطين": "انقلبت ظروف حياتنا رأسنا على عقب نتيجة للحصار وإغلاق جميع المنافذ سواء الإسمنتية أو الترابية بين الأراضي.. حيث أصبح الطريق إلى عملي برام الله يستغرق أكثر من ساعة ونصف الساعة بسبب الحصار بعدما كان يحتاج لثلث ساعة بواسطة السيارة".
أما المواطن محمود عبيدات فعبر عن خشيته من إقدام الاحتلال مجددا على فرض الحصار المشدد على القرية كما جرت العادة في الأشهر الماضية، عندما عمد الاحتلال على إزالة حالة الإغلاق لبضعة أيام ثم إعادة فرض الحصار.
وسبق أن تعرضت حزما لحصار مشدد لقرابة 52 يوما متواصلة بمارس/آذار 2017، وكذلك أغلقها الاحتلال في منتصف عام 2016 لبضع أسابيع.
وأوضح عبيدات أن جنود الاحتلال ما زالوا يمارسون عمليات التفتيش عند الحواجز رغم فتح الطريق أمام حركة سيارات المواطنين وإزالة المكعبات الإسمنتية، مشيراً أن الحصار المشدد أثر بشكل سلبي غير مسبوق على حركة السكان وأوضاعهم المعيشية.
وذكر عبيدات لصحيفة "فلسطين" أنه خلال الفترة الماضية كان المنفذ الوحيد لسكن القرية عبر طريق المشاتل الوعر، في ظل الخشية من استخدام طرق ترابية أخرى لقربها من التجمعات الاستيطانية والمستوطنات المحيطة بحزما.
عقاب جماعي
من جهتها، أكدت رئيس بلدية حزما، سمر صلاح الدين أن الاحتلال أزال العوائق الكبيرة التي كانت تغلق مداخل القرية وسمح بحركة المواطنين من وإلى القرية عبر الطريق الرئيس، الأمر الذي ساهم في التخفيف من حدة الحصار المشدد والتنفيس عن السكان ولو بشكل جزئي.
وقالت صلاح الدين لصحيفة "فلسطين": الانتهاكات الإسرائيلية من مداهمات ليلية واعتقالات وعمليات تفتيش وملاحقة ما زالت على حالها"، مشيرة إلى أن الحياة بدأت تعود بشكل تدريجي إلى القطاع التجاري بعدما أصيب بالشلل الكامل خلال الشهرين الماضيين.
وناشدت صلاح الدين المؤسسات الحقوقية الدولية بالتدخل العاجل لحماية سكان حزما وتوفير الدعم القانوني والإنساني بما يمنع الاحتلال من إعادة حصار القرية وعزلها عن باقي البلدات المحيطة بها ضمن سياسة العقاب الجماعي.