فلسطين أون لاين

​تعليم الكتابة للطفل ليس عملية عشوائية

...
غزة - نسمة حمتو

يتعلم الطفل في بداية تأسيسه في رياض الأطفال طرقًا عدة لكتابة الحروف الأبجدية، وتتفاوت القدرة لدى المعلمين ورياض الأطفال في تعليم الأطفال الطريقة الصحيحة لكتابة الحروف كي يكون الطفل بعد ذلك مُهيأ لكتابة صحيحة تساعده على أن يكون خطه جميلاً ومميزاً، وهذا التعليم ليس عشوائيا كما يظنه البعض، فإمساك الطفل بالقلم لا يعني أنه تعلم آليات الكتابة، خاصة أن لهذا التأسيس ما بعده..

الاستعداد للتعلم

المختص في طرق التدريس والمناهج الدكتور داود حلس، قال: في تعليم الطفل، يوجد ما يُعرف بالاستعداد لتعليم القراءة والكتابة، وهو موجود في كتاب التهيئة المخصص لرياض الأطفال، والأم التي تعرف مصلحة أبنائها يجب أن تعدّهم للقراءة والكتابة منذ نعومة أظفارهم".

وأضاف لـ"فلسطين": "عندما يبلغ الطفل عمر ثلاث سنوات يجب أن يكون جاهزا لتعلم القراءة والكتابة عن طريق الصور والقصص والتلوين، فعندما نطلب من الطفل تلوين أي رسم، سيركّز في التلوين ويحرص على عدم خروج اللون عن إطار الرسم، وهذا ما يعوده على الإمساك بالقلم بالشكل الصحيح ويعمل على تقوية أنامله في مسك القلم".

وتابع: "توجد طريقة يجب الانتباه لها لتقوية عضلات الأصابع عن طريق الضغط على السبابة والإبهام سواء باستخدام المساعد أو بإعطاء الطفل القلم والألوان في سن مبكرة كي يتقن مسك القلم فيما بعد".

وواصل: "إضافة إلى عملية التلوين التي لا بد أن يتعلمها الطفل من عمر ثلاث سنوات، يمكن استخدام أسلوب (التغميق) على الخطوط الأفقية والعمودية والمائلة، وهذه الطريقة مهمة من جانبين؛ الأول تعويد الطفل على مسك القلم بطريقة صحيحة، والثاني تعريفه على الخطوط التي سيتعلمها عند دخول الروضة".

وأوضح حلس: "الكثير من رياض الأطفال ليس فيها ألعاب خاصة لتعويد الطفل على مسك القلم بالطريقة الصحيحة، وفي هذه الحالة يتم تعليمه كتابة الحروف والأرقام دون أن يكون لديه أي استعداد للكتابة".

وفيما يتعلق بتشكيل الحروف، بيّن: "الحروف لها شكل واحد، وإذا اتبعنا الطريقة الصحيحة في تعليمها للطفل سيسهم ذلك في تحسين خطّه بشكل كبير، وهي تساعد الطفل في أن يكون خطه واضحا ومفهوما وجميلا".

وأشار إلى ضرورة التفريق بين الخطأ الكتابي والإملائي في كتابة الطفل، وعلى المربين الانتباه لهذا الأمر أثناء متابعة وتصحيح ما يكتبه ، موضحا: "إذا كانت المشكلة في شكل الحرف فهذا خطأ كتابي وليس إملائيا، أما الخطأ الإملائي فيكون في بنية الكلمة".

التعويد على الانتباه

وفيما يتعلق بالاستعداد للقراءة، أوضح حلس: "على الأم أن تعود طفلها، قدر استطاعتها، على الانتباه والتركيز، وذلك من خلال الصور، وفي كثير من القصص يوجد صور التي تساعد الطفل على التعلم".

وبين أن الطفل في عمر أربع سنوات غير قادر على القراءة، ولكن سرد القصص له يساعده على التركيز، من خلال الاستماع ومشاهدة الصور التابعة للقصة أو التي تتوافق مع مضمونها، وهذه أولى مراحل إعداد الطفل للقراءة، ومن المهم تمثيل مشاهد القصة، وإعادتها أكثر من مرة على مسامعه، لأن هذا يزيد من قدرته على التركيز".

ونوه حلس إلى أن الطرق السابقة كافة لا يمكن استخدامها دفعة واحدة لتعليم الطفل في رياض الأطفال، فمستواه العقلي لا يتحمل ذلك.