أثار خطاب رئيس السلطة محمود عباس، في مدينة رام الله، أول من أمس، غضب وسخط أهالي قطاع غزة، ووصفوا خطابه بأنه محطم لآمال المصالحة، ومواجهة المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية.
ودعا مواطنون في قطاع غزة، خلال استطلاع رأي أجرته صحيفة "فلسطين" إلى رفع الغطاء عن رئيس السلطة، ونزع الشرعية عنه، مؤكدين أنه "لا شرعية لرئيس يتماهى مع عدوه ضد شعبه".
وقال المواطن معتز عبد العاطي: "من فرض عقوبات سابقة على غزة، وأذاق أهلها الويلات معززًا حصار الاحتلال لغزة فلا تعجب من خطابه الهمجي واللامسؤول، بمعاقبة الجميع".
وعلق عبد العاطي "هذا الخطاب، قد زاد الطين بلة إلى بلته، وزاد من معاناة الغلابة والمساكين والمحتاجين في غزة، خطابٌ حطم الآمال، وسفّه الأحلام، ودقّ آخر مسمار في نعش المصالحة، التي كانت تحتضر".
فيما وصفت المواطنة ضياء الضاش، خطاب عباس، بـ"المهزلة".
وقالت الضاش إن "العقوبات ليست من أجل مناكفة حماس وإنما جريمة بحق الشعب الفلسطيني ككل، ومساندة للاحتلال"، وتساءلت: "طوال فترة حكمه (عباس) ماذا فعل سوى فرض عقوبات على غزة، والتنازل عن فلسطين والتنسيق الأمني والتجويع.. والقائمة تطول؟".
وتابعت بغضب "هذا الكلام لا يصدر عن رئيس بل بالأساس لا يصدر عن رجل عاقل، لكن على ما يبدو أن وضعه السياسي بات صعبا هذه الأيام، ومدى القهر والذل الذي وصل إليه بالتأكيد سيدفعه لإصدار قرارات متهورة لا يعلم عواقبها كما فعل في مشروع المصالحة وطعنها في خاصرتها".
كما علقت المواطنة مجدولين حلحولي، قائلة: "اعتداء مخطط له مسبقا فلا يمكن أن يصدق شخص عاقل أن حماس تدبر لاغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله"، معتبرة أن ما يجري مؤامرة لإخضاع حماس وتسليم سلاح المقاومة، في حين علقت المواطنة هيام أحمد: "لا يمكن لحماس القيام بذلك لأنه منذ اللحظة الأولى لتوقيع اتفاق المصالحة، وحماس جادة في تطبيق بنودها".
واعتبر أحمد أن "ما صدر عن عباس كلام لا يرقى أساسا أن يصدر من مراهق (..) رسالتي إلى عباس: كفاك مراوغة".
بينما اختصر المواطن عبد الله علي، تعليقه: "خطاب لا يمثل إلا شخصا صاحب أجندة إسرائيلية".
تمييز جغرافي
ويتعامل عباس مع قطاع غزة كما يرى المواطن عاصم موسى، بفرضية قانون "الإقليم المتمرد"، فأخذ يتجاهل القطاع وموظفيه من الكثير من الامتيازات، وأصبحت حكرًا فقط على أهالي وموظفي الضفة، فوقع في "مطب التمييز الجغرافي".
وقال موسى: "عباس يتعامل بمنطق رئيس عصابة لا رئيس دولة بفرضه مزيدا من العقوبات على المجتمع الغزي المسحوق".
أما المواطن أحمد العرجا، فقال: "عباس جزء من صفقة القرن، ودوره هو خنق غزة ومقاومتها، وما العقوبات الجارية إلا جزء من مخططه الهادف إلى تركيع حماس وإخضاعها لتمرير صفقة القرن".
وأضاف: "رسالتنا إلى حركة حماس والفصائل الأخرى هي بأن يرفعوا الغطاء عن عباس، وأن ينزعوا منه الشرعية، فلا شرعية لرئيس يتماهى مع عدوه ضد شعبه".
بدورها وصفت المواطنة شيراز الخطاب، خطاب عباس: بـ"الفاشل ولا يليق برئيس سلطة.
واعتبرت الخطاب تصريحات عباس مجحفة بحق الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأقصى أنواع الظلم "لكنهم ما زالوا صامدين على هذه الأرض.. والأولى ومن المفترض أن يخاطبهم بما يليق بتضحياتهم".

