ذهب الفلسطينيون نحو إعادة المحاولة مجددًا, لتنبيه العالم أن الفلسطيني اللاجئ متمسك بحقه في العودة إلى دياره, مهما مر عليه من السنوات، وأن تقادم الأيام لا يسقط حقه، وأن كافة محاولات ثنيه فشلت.
الذهاب مباشرة إلى الحدود مع الأراضي المغتصبة يحمل رسائل كثيرة وعدة, منها محاولة للتدرب على كيفية تحقيق مبدأ العودة الجماعي السلمي, يقوم به مئات الآلاف من اللاجئين وخاصة من قطاع غزة المحاصر, وهنا الرسالة مفادها أن اللاجئ يعاني مرتين أنه طرد من أرضه, ولحق به الاحتلال قتلًا وتشريدًا وحصارًا.
الطابع السلمي لمسيرة العودة في يوم الأرض بداية لانطلاق الفعاليات نحو التخييم على الحدود, وصولًا إلى مرحلة الاقتحام بإزالة الحدود والدخول للأراضي التي هجروا منها وفي غالبيتهم من القرى والبلدات المحيطة بمناطق لجوئهم.
رمزية هذه المسيرة هي الانطلاق الفعلي نحو ممارسة جديدة تربك الاحتلال وتعيد رسم صورة الفلسطيني حول الأزمة الإنسانية والسياسية خلال سبعين عاما وحقه اليوم في العودة السلمية, وهو ما حاول الاحتلال باستمرار محوها ووضع صورة الفلسطيني في دائرة العنف والقتل ووسمه بالإرهاب.
الذهاب للحدود مباشرة في وقتنا الحالي مشروع, ومحاولات الاحتلال جر غزة لتصعيد محسوب يربك فيه الاحتلال المشهد ليشغل العالم بتفجيرات هنا أو هناك، رغبة منه في إظهار مشاهد القصف والتفجيرات فقط، وفي الوقت نفسه فإن المقاومة لديها حرص على نجاح الفعالية ودعم هذا التحرك ومنع الاحتكاك مع الاحتلال وتفويت الفرصة عليه، وهذا لا يمنع حق المقاومة في إيصال رسالة للاحتلال أنه في حال مس بالمتظاهرين سلميا وتنكر أمام العالم لهذا التحرك بأنها تدفعه ثمن ذلك، وهو الدور المناط بالمقاومة تحقيقه لحماية المواطنين من تغول الاحتلال.
نحن أمام فرصة جديدة لفضح الاحتلال وتعريته ومن يناصره ويدعمه, وسيعمل الفلسطينيون على إفشال مشاريع التسوية, وفي مقدمتها خطة ترامب التي تهدف لتهويد القدس وإنهاء قضية حق العودة، وهو ما لا يمكن أن يقبل به الفلسطيني، بل على استعداد تام أن يقدم التضحيات وأن يقاوم بكافة الطرق, ومنها التحرك الشعبي, وعمليات المقاومة الفردية والمنظمة في الضفة والقدس, كما حدث أمس وقبله في جنين والقدس.