اعتبر مختصون، نتائج مؤتمر المانحين لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الذي عقد الخميس الماضي في روما "مخيبة ولم تحقق الهدف المنشود الذي اجتمع المؤتمرون من أجله"، متوقعين أن تلقي بظلاله السلبية على الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين.
وحذر هؤلاء، في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين"، من تداعيات العجز المالي على اللاجئين، مؤكدين أن "واشنطن ضغطت على الدول المانحة لعدم تسديد الأزمة التي تسببت بها"، داعين الأمم المتحدة للبحث عن حلول للخروج من الأزمة المالية التي تعصف بالوكالة الدولية.
وجمع المؤتمر 100 مليون دولار لصالح الأونروا في الوقت الذي تعاني منه من عجز مالي يقدر بـ446 مليون دولار، وفق ما ذكره المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" في قطاع غزة، عدنان أبو حسينة لصحفية "فلسطين".
أزمة متفاقمة
وقال رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في قطاع غزة معين أبو عوكل، إن النتائج التي خرج بها مؤتمر المانحين لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين "أونروا" كان مخيبًا للآمال؛ لأنه لم ينهِ أزمة الوكالة المتفاقمة.
وأضاف أبو عوكل لصحيفة "فلسطين" إن اللاجئين بدؤوا يشعرون بتأثير الأزمة المالية التي تمر بها وكالة الغوث، مدللًا على ذلك من خلال وقف "أونروا" عقود مهندسو الـ"LDC" بعد عملهم لديها لنحو سبعة أعوام.
وتوقع رئيس اللجان الشعبية للاجئين، أن توقف "أونروا" 500 مدرس عن العمل في أيار/ مايو القادم، في حال استمرت الأزمة المالية، بالإضافة إلى وقف برنامج التعليم والصحة وغيرها العام القادم.
وأكد أن الأزمة المالية التي تتعرض لها "أونروا" ستؤثر في اللاجئين الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم.
واعتبر أبو عوكل أن اللوبي الأمريكي يضغط على الدول المانحة لعدم سد العجز المالي الذي تسببت به، مشيرًا إلى أن واشنطن كشفت عن وجهها القبيح تجاه شعبنا الفلسطيني وتحاول الضغط على الدول المانحة لعدم تسديد الأزمة التي تسببت بها.
وثمن الموقف القطري الذي داعم موازنة "أونروا" خلال مؤتمر روما بـ50 مليون دولار، مناشدًا اللاجئين الفلسطينيين للمشاركة في مسيرة العودة وكسر الحصار المفروض على غزة وإنهاء معاناته.
عجز مالي
بدوره، أعرب رئيس المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين في مخيمات قطاع غزة زياد الصرفندي، عن تخوفه من نتائج مؤتمر روما، لافتًا إلى أن المبلغ الذي جمع خلال المؤتمر، لا يتناسب مع حجم الاحتياج للوكالة.
وقال الصرفندي لـ"فلسطين": "كنا نأمل أن يضع المجتمعون خلال المؤتمر حدًا للأزمة التي تشهدها وكالة الغوث ويتم وتمكينها من مواصلة عملها".
ودعا المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بيير كرينبول، لتحمل مسؤولياتهم واستمرار حشد التمويل والدعم للوكالة كي تواصل عملها خدمة للاجئين، محذرًا من تداعيات كارثية لأزمة نقص التمويل على حياة اللاجئين.
واستعرض معالم الخطة التقشفية التي عرضته الوكالة على اللجان الشعبية نهاية يناير الماضي والتي تهدد حياة اللاجئين ومستقبلهم، على حد قوله، بسبب وقف التوظيف ووقف موظفي العقود عن العمل، مؤكدًا أن اللجان رفضت الخطة بشكل قاطع لما لها من تأثير كبير على الخدمات المقدمة للاجئين.
وطالب الصرفندي، "أونروا" لمواصلة عملها والتحرك على كافة الأصعدة الدولية لتوفير الدعم اللازم للوكالة كي تواصل عملها في خدمة اللاجئين حتى عودتهم إلى قراهم وديارهم التي هجروا منها.
موازنة ثابتة
من جانبه، أكد عضو دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية عبد الحميد حمد، أن الـ100مليون دولار التي تم جمعها بموجب مؤتمر روما لا تفي بما هو مطلوب لاستمرار عمل "أونروا".
وقال حمد، لصحيفة "فلسطين": كان من المفترض أن يضع المجتمعون في مؤتمر روما آلية لتسديد الالتزامات المالية المتراكمة للوكالة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية مارست ضغوط على الدول المانحة لعدم تسديد عجز "أونروا" في ظل الحديث الإسرائيلي الرامي لتصفية عملها واحاله صلاحياتها للدول المضيفة.
وشدد على ضرورة تجديد الاتصالات مع الدول وأن يدعو الأمين العام للأمم المتحدة لدعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لاجتماع عاجل للبحث في تداعيات أزمة "أونروا" ووضع حلول لتخصيص موازنة ثابتة لوكالة الغوث.
وطالب حمد بموقف فلسطيني موحد ضاغط للضغط على الدول المانحة لرفع مستوى التبرع لدى "أونروا"، مشيرًا إلى أن الأزمة المالية للوكالة متراكمة منذ نشأتها حتى اللحظة.
وتوقع حمد، أنه في حال لم يتم تسديد العجز المالي الذي تعاني منه وكالة الغوث فإن اللاجئ الفلسطيني سيتأثر بشكل تدريجي فيما يتعلق بالخدمات المقدمة له، محذرًا من تداعيات العجز المالي على اللاجئين.