فلسطين أون لاين

دلالات دعوة .. ريفلين

رئيس دولة الاحتلال الصهيوني ( ريفلين) يدعو حكومة نتنياهو إلى فحص إمكانية فرض السيادة الإسرائيلية على كامل الضفة الغربية المحتلة دفعة واحدة، ودون تجزئة أو تقسيط؟!

ماذا في هذه الدعوة من دلالات؟ السؤال مهم، لأن الدعوة تصدر عن شخصية رسمية في قمة هرم سلطة العدو. ومهم لأن الدعوة تأتي بعد قرار (ترامب ) بنقل السفارة الأميركية إلى القدس؟! وهنا أسأل : هل تعبّر هذه الدعوة عن حقيقة وعقيدة عند الرجل أم أنها مناورة سياسية تستهدف الحصول على تنازلات فلسطينية تحت التهديد بابتلاع الضفة الغربية ؟ هل هي دعوة لدفع الفلسطينيين للتضحية بالقدس من باب أخف الضررين والقبول بالعرض الإسرائيلي خشية وقوع الأسوأ ؟!

إن فرض السيادة على الضفة يعني في أحد الوجوه ضم ما يزيد على ثلاثة ملايين فلسطيني إلى دولة الكيان، أو تهجيرهم وإخراجهم من الضفة؟! والتهجير هو الأرجح لأنه إستراتيجية صهيونية قديمة وأصيلة في الفكر الصهيوني. أما ضم السكان فهو ليس كذلك٠

إنه حين ضمت دولة العدو القدس إليها وفرضت سيادتها عليها سنت مجموعة من القوانين التي تساعد في تفريغ المدينة من سكانها، وتهجيرهم إلى الضفة أو إلى خارج فلسطين المحتلة، على قاعدة أن الدولة تحتاج الأرض ولا تحتاج السكان٠

إن الكثافة السكانية الموجودة في الضفة هي عقبة حقيقية أمام دعوة ريفلين هذه ، لأن فيها تهديدا لمفهوم الدولة اليهودية النقية، ومن ثم وجب على السلطة العمل على تعزيز بقاء السكان في منازلهم وأرضهم، ومحاربة الدعوات الهدامة التي تشجع الفلسطيني على الهجرة إلى الدول الأوروبية الغنية٠

إن دعوة ريفلين هذه لا يمكن حصرها في صفة واحدة، فهي دعوة أيديولوجية في أحد وجوهها، وهي دعوة سياسية ومناورة للابتزاز في وجه آخر، وهي دعوة لتفريغ الضفة من سكانها في وجه ثالث، وهي إن حصلت تنفيذ مبطن لمشروع الوطن البديل الذي يهدد الأردن. ثم إن دعوة ريفلين هذه هي وجه آخر من الفكر اليهودي الذي يرفض وجود دولة فلسطينية غرب النهر بزعم أن المنطقة غرب نهر الأردن لا تتسع إلا لدولة واحدة هي دولة إسرائيل؟!

الغريب في الموقف الفلسطيني والعربي هو عدم الالتفات أو الاهتمام بمثل هذه الدعوات الاستعمارية اليهودية٠ مع أن الأمر يحتاج إلى حملة إعلامية مبكرة لفضح المخططات الاسرائيلية المستقبلية وبيان خطر الاحتلال على الأرض الفلسطينية وعلى السكان وأن دولة العدو تنتهك القوانين الدولية المتعلقة بالأراضي المحتلة.

إنه حين اطلق القوميون العرب فكرة إلقاء اليهود في البحر في فترة الستينيات، وكانت مجرد فكرة إعلامية فاشلة قائمة على العنتريات والصوت المرتفع استغلها اليهود في تحشيد التأييد الغربي والعالمي ضد عبد الناصر والعرب، وقد حققوا نجاحاً كبيراً في ذلك بينما لم يحسن الفلسطينيون والعرب توظيف عنصرية اسرائيل ، ودعوة قادة العدو إلى (الترنسفير) ، وفرض السيادة الاسرائيلية على الضفة لصالحهم؟!

الفلسطينيون في حاجة إلى عملية حشد رأي عام دولي ضد دعوات اسرائيل هذه٠ وإن عدم القيام بالواجبات الوطنية هذه يدفع إلى القول بأن القادة العرب والفلسطينيين يخونون شعوبهم ومستقبلهم .