قال الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن "تحريض" مستشار رئيس السلطة للشؤون الدينية محمود الهباش "على فرض عقوبات جديدة على قطاع غزة، خلال خطبة الجمعة أمس، يعكس نوايا مبيتة" ضد القطاع، فيما اعتبر المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، أن الهباش "يغرد خارج السرب الوطني".
وأضاف قاسم في منشور عبر صفحته في موقع التواصل "فيسبوك"، أن تصريحات الهباش تعكس أن "تفجير بيت حانون (حادثة استهداف موكب رئيس الحكومة رامي الحمد الله) هو عمل مدبر يهدف إلى تبرير عقوبات السلطة بحق أهل غزة".
وأوضح أن "هذا الخطاب يعكس استخدام السلطة في رام الله للمنابر للتخوين وتمزيق النسيج الوطني".
وكان الهباش قال من على منبر مسجد التشريفات في رام الله، إن قيادة السلطة "لن تسمح" بأن تمر حادثة موكب الحمد الله "دون أن تتخذ إجراءات صارمة وحاسمة"؛ وفق تعبيره.
وتفرض السلطة منذ مارس/آذار الماضي على غزة إجراءاتها تصفها بـ"غير المسبوقة"، تشمل خصم ما يتراوح بين 30% و40% من رواتب موظفيها في القطاع دون الضفة الغربية، في ظل تفاقم أزمة الكهرباء، ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية، والوقود، وشبح الإضرابات المتكررة لشركات النظافة في المستشفيات.
واستغل الهباش الحادثة للترويج لمطالبة السلطة بما تسميه "سلاحا واحدا" في قطاع غزة.
ويسود اعتقاد على نطاق واسع بأن السلطة تسعى إلى تطبيق سياسة التنسيق الأمني –المرفوضة وطنيا- مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، على غرار الضفة الغربية.
ووقع الثلاثاء الماضي، انفجار لم يسفر عن إصابات، أثناء مرور موكب الحمد الله في منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة، بحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم، الذي أكد في تصريح صحفي آنذاك أن الأجهزة الأمنية تحقق في ماهية الانفجار.
وكانت حماس أدانت استهداف موكب الحمد الله، واعتبرته جزءا لا يتجزأ من محاولات العبث بأمن القطاع، وضرب أي جهود لتحقيق الوحدة والمصالحة، كما استهجنت في نفس الوقت "الاتهامات الجاهزة" من رئاسة السلطة للحركة، مطالبة الجهات الأمنية ووزارة الداخلية بفتح تحقيق فوري وعاجل لكشف كل ملابسات الجريمة ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة.
من جهته، وصف سويرجو ما صدر عن الهباش فيما يخص العلاقة مع قطاع غزة بأنه "ضجيج لا معنى ولا قيمة له؛ خاصة وأن الأمور بدأت تتضح وأنه خلال ساعات أو أيام ستظهر الحقائق جلية لتقطع الطريق على كل من يحاول التشويش أو التشويه للحالة الفلسطينية ومحاولة استغلال بعض الأحداث العرضية وتضخيمها من أجل مكاسب وهمية يعتقد البعض أنه يستطيع إخضاع قطاع غزة بها".
وقال المحلل السياسي، لصحيفة "فلسطين"، إن الخطوة الصحيحة والسليمة التي يجب على رئيس السلطة محمود عباس أن يقوم بها هي مزيد من الانفتاح على قطاع غزة وعلى المصالحة الوطنية لمجابهة خطة الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، لتصفية القضية الفلسطينية، "والتي بدأت أصلا تطبقها على الأرض منذ أسابيع"؛ في إشارة لاعتراف الأخير بالقدس المحتلة "عاصمة" مزعومة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وتمم سويرجو: "على الهباش أن يلتزم الصمت.. التاريخ لا يرحم".
ويشار إلى أن مدير عام قوى الأمن الداخلي في قطاع غزة اللواء توفيق أبو نعيم قال في تصريح لقناة "الكوفية"، الأربعاء الماضي، إن لدى الأمن "طرفَ خيط قويا" لمنفذي الانفجار.

