الاغتيال فكرة رديئة، وهي تاريخياً من صناعة يهود، حيث تمثل فكرة الاغتيال للقادة المعادين للصهيونية جزءاً من الخطط الإسرائيلية الإستراتيجية.
لقد مارس (الموساد والشاباك ) الإسرائيليان سلسلة من عمليات الاغتيال المنظمة داخل فلسطين وخارجها ضد قادة فلسطينيين من الفصائل كافة .
العقلية الإسرائيلية تؤمن بجدوى الاغتيال للآخرين، سواء بشطبهم من الحياة ومن ثمّ شطب دورهم البارز في النضال الوطني، أو بغرض إرباك الساحة الداخلية وضرب بعضها ببعض، لنشر الفتنة وتحقيق أهداف سياسية غير منظورة في عملية الاغتيال.
لا أود هنا عدّ مجموعة من الاغتيالات الداخلية والخارجية، فهذه الاغتيالات معلومة فلسطينياً، وهي كثيرة، حتى أنه يصعب حصرها، وأودّ أن أركّز على محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله قرب معبر بيت حانون في أثناء زيارته لغزة بهدف افتتاح محطة تحلية مياه في شمال غزة.
المحاولة كانت بعبوة ناسفة، انفجرت بعد مرور الموكب، ولم تسفر عن إصابات والحمد لله وكأن غرض الفاعلين هو خلط الأوراق في غزة، ووضع عقبات جديدة أمام المصالحة.
غزة آمنة أمنياً وهو ما يشهد به الخصوم قبل الأصدقاء، وقد أمّنت قوى الأمن الداخلي زيارات سابقة للحمد الله وغيره، وهو ما شهدت بدقته الشخصيات المهمة التي زارت غزة في السنوات العشر الماضية.
إن قوى الأمن الداخلي في غزة لا تسمح باختراق الحالة الأمنية ونشر الفوضى، لذا هي تبذل كل طاقتها من أجل الوصول إلى الفاعلين والمخططين لجريمة التفجير. إن المستفيد الوحيد من إرباك الوضع الأمني في غزة هو الاحتلال وعملاؤه، وأولئك الذين يريدون تفجير المصالحة أو حرفها عن أهدافها. وحسناً فعلت حماس والفصائل الأخرى عند استنكارها لمحاولة الاغتيال، غير أن بعض قيادات في فتح حاولت أن تستغل الحادث لابتزاز حماس، والتهرب من استحقاقات المصالحة وإلقاء التهم هنا وهناك. وهو أمر مؤسف لأنه يستبق التحقيقات، ويخلط الأوراق ، ويجعل للتفجير أهدافا سياسية؟!