الشهيد الطيار التونسي محمد الزواري، عالم لمع اسمه، ولا زال يتردد في وسائل الإعلام وتتداوله الألسن في تونس وخارجها، وتناقشه أجهزة المخابرات الصهيونية, وكذلك العربية وحتى الأوروبية، وكيف استطاع هذا الطيار أن يخدم في صفوف المقاومة على مدار 10 سنوات، ولا يعرف عنه أحد حتى استشهاده، باستثناء المخابرات الصهيونية التي اغتالته بمنزله جنوب تونس.
الزواري أقام الحجة على الشباب والعلماء العرب والمسلمين بأن شارك بل أشرف على تطوير الوسائل القتالية النوعية للمقاومة الفلسطينية, ووضع بصمته الخاصة في هذا المجال, وهو ما أعلنت عنه كتائب القسام بشكل غير مسبوق بأنها تضم في صفوفها أعضاء غير فلسطينيين، وهي تعي ذلك، وتدرك أهمية ذلك، وتسعى أن تشرك كل من تستطيع من العرب والمسلمين, غير مكتفية بالدعم المالي فقط, كما يحدث باستمرار, بل بالمساهمة في توفير السلاح وإيصاله وكذلك المشاركة في تطويره.
لذلك اغتال الاحتلال الشهيد الزواري في تونس ليواجه أي محاولة لتطوير سلاح المقاومة وتحذير أي شاب عربي من المشاركة في تطوير سلاح المقاومة وإحداث توازن الردع ضد الاحتلال ووضع حد لجرائمه في قطاع غزة، وخاصة طائرات الاستطلاع، وامتلاك المقاومة القدرة على رصد ومتابعة المواقع العسكرية الإسرائيلية واستهدافها في أي مواجهة قادمة.
الشهيد الزواري قطع كل تلك المسافة لزيارة غزة في أكثر من مرة, والتأكد من النجاح في تحقيق حلمه بتطوير سلاح الطيران الاستطلاعي وتطوير مجال العمل في التحكم عن بعد في مجالات عدة، وهو بذلك يقيم الحجة على الشباب العربي، وكان يمكن أن يكتفي بتوفير الدعم المالي أو التشجيع ودعم المقاومة بأكثر من سبيل، لكن ما فعله تجاوز ذلك بكثير وكان استثنائياً بخلاف الكثير ممن يمتلكون القدرة على العمل والتطوير، لكنهم يختارون الانضمام لشركات دولية وغيرها والانضمام لهجرة العقول العربية.
الالتفاف الجماهيري التونسي خلف الشهيد الزواري بعد انفضاح جريمة الاحتلال يفتح الباب على ضرورة تحريك هذا الدعم نحو مشاركة أوسع للشباب العربي في المقاومة الفلسطينية, كما كان يحدث في سنوات ما قبل عام 85، لتعود القضية الفلسطينية إلى أجندة الشباب العربي، بعد أن تم إغراقه في الصراعات الخارجية خلال السنوات الأخيرة وأريقت فيها الكثير من الدماء كما يحدث في سوريا والعراق واليمن وغيرها.