فلسطين أون لاين

​عالم يتواطأ .. والفلسطيني ينوع نضاله

...
رأي الوطن العمانية

رفع كيان الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة جرائمه الإرهابية بحق الشعب الفلسطيني في الآونة الأخيرة، بهدف دفع الفلسطينيين نحو ما يسمى بصفقة القرن، التي تتبناها أميركا الحليف الأوثق لكيان الاحتلال، وبعض الأطراف الإقليمية، والتي سبق وأن أعلن الرئيس الفلسطيني رفضه لها. الغريب أن الإرهاب الإسرائيلي يستغل الصمت العالمي المتواصل جراء الصراعات التي تضرب العالم، لمحاولة تمهيد الأرض لهذه الحلول، ونراه يسعى بكل قوة نحو دفع الأحداث إلى التصعيد على كافة الجبهات.

فمن جهة تتواصل سياسته الخاصة بالإعدام الميداني لكل فلسطيني رافض لهذا الكيان ومخططاته، متمسك بأرضه ومقدساته، حتى وإن كان معوقًا أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين لا يملكون إلا المقاومة السلمية كوسيلة للتعبير عن رفض الاحتلال، فإرهاب كيان الاحتلال الإسرائيلي طال الشهيد الفلسطيني محمد زين الجعبري (24 عامًا) خلال مواجهات وقعت في مدينة الخليل في الضفة الغربية، والجعبري لديه إعاقة سمعية، لم تشفع له في وجه هذا الكيان الإرهابي الغاصب، ولم يشفع إليه أبناؤه الصغار لدى هذا الكيان الذي يمتلك تلك الآلة العسكرية الهمجية، والذي طال إرهابه وغطرسته البر والبحر، وتعددت كل الخطوط التي كانت ولا تزال ترفضها القيم الإنسانية، وتتخطى اتفاقات ومواثيق الأمم المتحدة، وما اتفق عليه ضمنًا في القانون الدولي، من رفض نهائي ومطلق للإعدامات الميدانية، خصوصًا إذا كان الضحية من ذوي الإعاقة، أو من المعترضين سلميًّا على نهب أراضيهم.

وبرغم الرقي الذي يتمسك به الفلسطينيون في نضالهم ضد المحتل الإرهابي الغاشم، وما يقومون به من حملات سلمية دولية، للتنديد بـ(الأبارتهايد الإسرائيلي)، حيث يواجه الفلسطيني بأفكاره الإبداعية آلة الإرهاب والقمع الإسرائيلي وذلك عبر إطلاق حملة دولية ضد (الأبارتهايد) الإسرائيلي بسباق دراجات هوائية في الضفة الغربية، حيث يعبر السباق الذي انطلق من مدينة رام الله وصولًا إلى قرية قلنديا شمال غرب القدس احتجاجًا على استضافة كيان الاحتلال لسباق “طواف إيطاليا” في مايو المقبل، عن موقف فلسطيني واعٍ بحقوقه، يسعى لمخاطبة ضمير العالم، الذي يكافئ هذا الكيان الغاصب، الرافض لكل القيم الإنسانية النبيلة، على قمعه ودهسه لها، بإقامة فعاليات ثقافية ورياضية على أراضٍ فلسطينية محتلة، تقر كافة المواثيق والقرارات الأممية بأنها محتلة، إلا أن ضمير العالم لا يزال يرزح في غيبوبة المصالح التي انتزعت كل قيمة إنسانية نبيلة، وأطاحت بالأخلاق وأسس الخير والحق والعدل. فالفلسطينيون يسعون ضمن أولى فعاليات أسبوع مقاومة الاستعمار والفصل الإسرائيليين في فلسطين وحمل عنوان “70 عامًا من مقاومة النكبة المستمرة”، للرد على الماراثون “غير الشرعي” الذي تنظمه بلدية الكيان الإسرائيلي في مدينة القدس، وللتأكيد بأن المدينة “كانت وستبقى عاصمة فلسطين الأبدية”، إلا أن الجلاد كعادته واجه هذا الرقي الفلسطيني في الدفاع عن الحقوق بقوة غاشمة همجية منعت ماراثونًا فلسطينيًّا كان مقررًا تنظيمه في الجزء الشرقي من مدينة القدس، حيث قامت سلطات الاحتلال باعتقال اثنين من القائمين على تنظيم الماراثون، ومنعت انطلاقه بعد أن أغلقت الطرق الرئيسية التي كان مقررًا عبورها.

إن الصمت الأممي وصل إلى أعلى مستويات التواطؤ خصوصًا عندما يسمح القائمون على المنظومة الأممية لكيان احتلالي امتهن الإرهاب وجرائم الحرب بإقامة معرض في مقر الأمم المتحدة حول مدينة القدس المحتلة، ليطلق خلاله رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأكاذيب فيه حول تاريخ المدينة، محاولًا إثبات ما أسماه “الوجود اليهودي” في المدينة، ويضم المعرض صورًا ولوحات وأشرطة ووثائق وقطعًا أثرية تزعم ارتباط المدينة باليهود، وتحاول تقديم دليل أثري حول ارتباطهم التاريخي بالقدس عبر الاكتشافات الأثرية المعروضة، وبرغم الحضور القليل البائس الذي تكون في معظمه من وسائل الإعلام وعناصر الأمن، إلا أن إقامة مثل هذا المعرض يمثل في حد ذاته تحديًا لكافة القرارات الشرعية الصادرة من الأمم المتحدة، ويعد سقطة كبرى للمنظمة الأممية التي ترزح تحت الهيمنة الأميركية وما تمثله من حماية لكيان الاحتلال الإسرائيلي، ولا يشفع لهذه المنظمة وضعها لافتة على المعرض الذي أقيم في إحدى ممرات مبناها تقول فيها أن المعرض لا يعكس رأي الأمم المتحدة.