فلسطين أون لاين

​نرفض.. ولكن نخضع؟! من صنع المأساة؟!

يبدو أن الرئيس محمود عباس وسلطته لا يملكان خارطة طريق لمواجهة الوضع الصعب الذي وضعهم فيه الرئيس الأمريكي ترامب بعد أن قرر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وبعد أن خاطب الإسرائيليين بأنه أسقط القدس عن طاولة المفاوضات.

الرئيس الأمريكي شرّع واقعاً كرسته حكومات الاحتلال على مدى مساحة زمنية ممتدة من عام ١٩٦٩م وحتى تاريخه. الرئيس الأمريكي لا يشعر بالحرج، أو بأنه أخطأ في ملف القدس، فالطرف الفلسطيني كان يفاوض الإسرائيلي دون أن تكون القدس على طاولة المفاوضات.

بعبارة أخرى إن المفاوضات العبثية التي أجراها الفلسطيني مع الطرف الإسرائيلي لسنوات ممتدة بلا نهاية محددة خلقت أمراً واقعاً من الاستيطان والتهويد من ناحية وأعطت الرئيس ترامب فرصة جيدة لنقل السفارة، ومصادرة القدس، وإسقاطها عن طاولة المفاوضات.

إن ضعف السلطة وعجزها عن مواجهة الاحتلال في قراراته أحادية الجانب إضافة إلى نظرها إلى القضية من الجانب الإداري والمالي، وفشلها في توحيد الشعب الفلسطيني على خيار واضح وخارطة طريق بزمن محدد قد شجع الإدارة الأمريكية على ما قامت به مؤخراً.

في إسرائيل وأمريكا يمارسون سياسة مزدوجة منذ عقود هي: المفاوضات في موازاة مع سياسة فرض الأمر الواقع، وحين نضج الواقع إسرائيلياً أدار الإسرائيلي ظهره للمفاوضات مع الفلسطيني.

أما الجانب الفلسطيني المفاوض، فهو عاجز عن فعل شيء مهم، وغارق في الجانب الإداري المالي، فهو لا يستطيع العودة للمفاوضات بعد قرار ترامب بشأن القدس، ولكنه كما يفهم من كلام صائب عريقات يخضع للواقع الجديد الذي يفرضه القرار من الناحية العملية، مع الاحتفاظ بالرفض الإعلامي، وهو عين الموقف الذي تبنته الأنظمة العربية، معادلة نرفض، ولكن نخضع، لأننا لسنا دولة عظمى، معادلة خاطئة، وهي ملجأ العاجز عن توحيد شعبه، ورسم خرطة طريق تلتقي عليها الفصائل والشعب

بعبارة أخرى إن السلطة لم تقم بردود أفعال مناسبة لخطورة قرار ترامب، وهي تختفي وراء زعم البحث عن رعاية دولية غائبة ولا يمكن أن تتوافر في ظل حالة العجز العربي والفلسطيني.

إن جحر الضب الخرب الذي دخلته المنظمة في أوسلو هو ما أنتج مأساة إزاحة القدس واللاجئين عن طاولة المفاوضات بعد قبولها الحل على مراحل، وتأجيل هذه القضايا إلى المرحلة الثانية فأعطت الاحتلال فرصة تقييد الفلسطيني بشرك المرحلة الأولى؟! واليوم يصادق العجز العربي على مأساة القدس، واللاجئين، ويطلب من الفلسطيني الخضوع لمقتضيات العجز، ومطلب ترامب؟!