ليست المرّة الأولى التي ينصب فيها مستوطنون خياما في محيط المسجد الإبراهيمي أو البلدة القديمة في مدينة الخليل جنوب الضّفة الغربية، لكنّ المستوطنين بدؤوا هذه المرّة في زيادة أعداد هذه الخيام في الباحات الخارجية للمسجد الإبراهيمي استباقا لأحد الأعياد اليهودية.
فالاحتلال - وفق أهالي المنطقة والنشطاء - لا يكتفي بالسيطرة على أكثر من نصف مساحة المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، والسيطرة الكاملة على كامل أروقته الداخلية في احتفالاته بأعياد مستوطنيه،ليصل النّهم الاستيطاني هذه المرّة الباحات الخارجية للمسجد الخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال والتي تحوّلت فعليا إلى مواقع للاحتفال بالأعياد وتخضع كما أروقة المسجد الداخلية إلى التدنيس في كلّ مرة.
وأوضح مدير المسجد الإبراهيمي حفظي أبو سنينة، أن المستوطنين نصبوا عدّة خيام في الباحات الخارجية للمسجد الإبراهيمي، وتحديا في منطقة محظورة على الفلسطينيين دخولها، باستثناء موظّفي الأوقاف العاملين في المسجد.
وأكد أبو سنينة لصحيفة "فلسطين" أنّ الخيم التي جرى نصبها في منطقة تبعد نحو 200م عن المسجد الإبراهيمي، وتعتبر جزءا من أقسام الحرم الخارجية، وتستهدف إقامة بعض الشعائر التلمودية في أحد الأعياد اليهودية التي ينوي المستوطنون الاحتفال بها خلال الأيّام القادمة في المسجد الإبراهيمي.
وقال إن هذه الإجراءات تستهدف التعدّي على حرمة المسجد وباحاته، وتعزيز عمليات الاستفزاز للفلسطينيين، مشدّدا على أنّ المستوطنون وضعوا العام الماضي خيمة واحدة في المنطقة، لكنّهم عادوا هذا العام لنصب العديد من الخيم في ذات الموقع، الأمر الذي يحاولون تكريسه في المكان تزامنا مع كلّ عيد يهودي.
ولفت إلى أنّه جرى إبلاغ كافة الجهات الرسمية والحقوقية من أجل التدخل لأخذ دورها في العمل على إزالة هذه الخيم من باحات المسجد.
من جانبه، رأى عضو لجنة الدّفاع عن الخليل هشام الشرباتي، أنّ المستوطنين "باتوا يعكفون على إقامة هذه الخيم للمبيت في باحات المسجد الإبراهيمي، وللتحضير لبعض الفعاليات الاستفزازية للسّكان الفلسطينيين في البلدة القديمة تزامنا مع احتفالاتهم بالأعياد اليهودية".
وأوضح الشرباتي لصحيفة "فلسطين" أن المستوطنين يستغلون الساحات الواقعة تحت سيطرة جيش الاحتلال للحضور بأعداد ضخمة خاصّة خلال فترة الأعياد اليهودية، لممارسة انتهاكاتهم وأنشطتهم الاستفزازية كإقامة الأعراس داخل باحات المسجد، وما يصاحب ذلك من أكل وشرب موسيقى صاخبة تزعج الفلسطينيين.
وقال إن كامل هذه الأنشطة تدلل أن عمليات التدنيس المتكرّرة بحقّ المسجد، والتي تحمل في كلّ مرّة طابعا وشكلا جديدا، يحاول من خلالها المستوطنين إيصال الرسائل للفلسطينيين بأنّهم أصحاب السيطرة على المكان.
وأضاف الشرباتي إن انتهاكات المستوطنين ذات الصلة فيما يتعلق المسجد الإبراهيمي، تصاعدت عقب قرار منظمة العلوم والثقافة (اليونسكو)، اعتبار المسجد الإبراهيمي جزءا من التراث الإنساني، بتاريخ 7 يوليو 2017م
وشدّد الشرباتي على أنّ سلطات الاحتلال تخالف كافة الأعراف والقوانين الدولية بمحاولاتها تغيير الواقع الموجود على الأرض في المسجد الإبراهيمي، وتحاول فرض قواعد جديدة في التعامل مع هذا المكان الإسلامي.