فلسطين أون لاين

​قطاع اللحوم البيضاء.. اكتفاء ذاتي مهدد بقدرته على الاستمرار

...
غزة - صفاء عاشور


يعد قطاع اللحوم البيضاء من أهم وأبرز القطاعات الاقتصادية التي تحقق اكتفاء ذاتياً كاملاً والتي تلبي احتياجات المستهلك في قطاع غزة، ويشمل قطاع اللحوم البيضاء مزارع الدجاج اللاحم، الحبش، بيض الفقس ومزارع الدجاج اليياض.

ورغم أهمية هذا القطاع إلا أنه يعاني من عدة مشاكل تهدد قدرته على الاستمرار في تحقيق الاكتفاء الذاتي لأكثر من 2 مليون يعيشون في قطاع غزة.

أبو علاء فتوح صاحب مزرعة للدجاج اللاحم أكد أن أصحاب مزارع الدواجن يعانون الكثير من المشاكل خاصة خلال السنتين الماضيتين، لافتاً إلى أن هذه المشاكل تنوعت بين الخسائر المستمرة بسبب استهداف الاحتلال لمزارعهم، والتقلبات الجوية وارتفاع معدلات النفوق وأخرى تقلبات الأسعار.

دون تعويض

وأوضح في حديث لـ"فلسطين" أن رغم هذه المشاكل التي كبدت أصحاب المزارع إلا أنهم لم يجدوا أي طرف يقوم بتعويضهم عن هذه الخسائر سوى بعض المساعدات البسيطة والخجولة من بعض المؤسسات الدولية.

وقال فتوح إن:" أبرز مشكلة واجهتنا خلال الفترة الماضية كان انخفاض أسعار الدواجن ووصولها لحدود 5_6 شواقل, حيث كان الأمر مصيبة كبرى ألمت بنا"، لافتا إلى أن الخسائر قدرت بمئات الآلاف من الشواقل.

وأضاف:" ورغم الضرر الكبير الذي لحق بنا إلا أننا لم نجد أحد يعوضنا عن هذه الخسائر"، مشيرا إلى أن هذه المصيبة تنضم لعشرات المصائب التي لحقت لهم دون أن يتم تعويضات عنها.

من جهته، بين أبو ماهر شمالي صاحب عدد من مزارع الدجاج البياض في منطقة جحر الديك شرقاً أنهم يعانون كغيرهم في القطاع، خاصة انخفاض أسعار كرتونة البيض والتي وصلت في الأيام الأخيرة إلى أقل من 10 شواقل في المزرعة.

وأشار في حديث لـ"فلسطين" إلى أن تراجع القدرة الشرائية عند المواطنين أثر عليهم سلباً وهو ما أدى إلى انخفاض أسعار البيض، مؤكداً أن الوضع المادي لدى مئات الآلاف من الناس أصبح صفراً.

وقال شمالي:" ما زاد ضررنا هو توقف برنامج المساعدات الغذائية الأوكسفام مؤخراً والذي كان يخصص جزءا من الميزانية لشراء البيض، إلا أن توقف البرنامج عن الآلاف حرم مزارع الدجاج البياض من الاستمرار في توزيع إنتاجها".

وأضاف:" قبل توقف البرنامج كان يتم توزيع من 10-12 ألف كرتونة بيض على المستفيدين ولكن بعد توقف البرنامج عن كثير من الفئات والأسر تراجع التوزيع إلى حدود 2-3 آلاف كرتونة بيض فقط".

اهتمام الوزارة

مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة، طاهر أبو حمد أوضح أن قطاع اللحوم البيضاء من أكثر القطاعات التي توليها الوزارة اهتماما كبيرا، نظرا لما تحققه من اكتفاء ذاتي للمواطنين في القطاع من الدواجن،الحبش والبيض.

وبين في حديث لـ"فلسطين" أنه يوجد في قطاع غزة 1500 مزرعة للدجاج اللاحم، بالإضافة إلى 17 شركة للتفقيس وإنتاج الصوص اللاحم.

وقال أبو حمد إن :" قطاع غزة يحتاج ل 2مليون ونصف دجاجة شهرياً في الوضع الطبيعي يتم إنتاجها في مزارع القطاع" لافتاً إلى أن وزارة الزراعة تعمل على تنظيم هذا القطاع للوصول إلى حالة من الاستقرار في الأسعار خاصة أن هذا القطاع يشكل اكتفاء ذاتيا في اللحوم البيضاء.

واستدرك:" رغم ذلك فإن مشكلة تقلب الأسعار من أبرز المشاكل التي يعاني منها قطاع الدواجن والوزارة تحاول تنظيم ذلك من خلال اجراءات تتخذها عبر تحديد كمية الدجاج المنتج شهرياً بحيث لا يكون هناك فائض فيؤدي إلى انخفاض الأسعار او قلة فتزيد الأسعار".

وذكر أبو حمد أن الوزارة تتدخل في عملية الانتاج ضمن احتياج القطاع من خلال التدخل في عدة نقاط أبرزها تحديد كمية البيض المخصب المدخل للقطاع، مشيراً إلى أنه كان يدخل في السابق 3 ملايين ونصف بيضة وتراجعت هذا الكمية إلى 2 مليون ونصف بيضة شهرياً.

وأفاد أنه نتيجة لوجود فائض في الانتاج في بعض الأوقات تقوم الوزارة بمنع دخول أجزاء الدواجن من داخل الخط الأخضر والاعتماد والاكتفاء بالإنتاج المحلي للدواجن، منوهاً إلى أن الانتاج السنوي من الدجاج يصل إلى ما يقرب من 28 مليون دجاجة سنوياً في قطاع الدجاج اللاحم.

أما فيما يخص قطاع الحبش، أوضح أبو حمد أن هذا القطاع شهد في الفترة الأخيرة تطورا كبيرا في الانتاج، لافتا إلى أنه قبل سنة 2014 كان يُربى في القطاع 50 ألف حبشة سنوياً وارتفع خلال الماضي2017 إلى 700-800 ألف حبشة.

وأكد أن هذا الانتاج من الحبش يغطي الاحتياج الداخلي وهو متوفر، كما أن هناك زيادة في استهلاك الحبش من قبل المستهلكين.

الدجاج البياض

وبخصوص الدجاج البياض، قال أبو حمد إن :" الوزارة تدخلت في تحديد كمية الدجاج البياض الموجود داخل المزارع للوصول إلى 770 ألف دجاجة تنتج ما يقرب من 200 مليون بيضة سنوياً بمعدل 17-18 مليون بيضة شهرياً وهي كافية لتغطية احتياجاتنا المحلية من بيض المائدة".

وأضاف:" يوجد في القطاع 220 مزرعة دجاج بياض نتنتج بيض المائدة ، كما أن أسعارها تشهد استقرارا ومناسبة للمربي والمستهلك المحلي".

مشاكل مستمرة

وأوضح أبو حمد أن من أبرز المشاكل التي تواجه قطاع اللحوم الييضاء وهي تقلب الأسعار، فالقطاع يمر بظروف استثنائية وتقلبات دفعت الوزاة لوضع برنامج لتنظيم القطاع وتحديد احتياجات السكان للوصول إلى سعر متوازن.

واستدرك:" ولكن الظروف الاقتصادية التي عصفت بالقطاع ومنها مشاكل رواتب الموظفين وزيادة معدلات البطالة وتراجع دخل الفرد أدى إلى تراجع الاستهلاك في القطاع بنسبة 45 % أي ان احتياج القطاع تراجع وأصبح مليون و400 ألف دجاجة".

وأردف أبو حمد :"وهذا الأمر اضطر الوزارة إلى إعادة تنظيم برنامج الانتاج من جديد والتعامل مع هذه التقلبات حتى وصلنا إلى استقرار في الأسعار بحيث لا يتعرض مربي الدجاج اللاحم لخسائر كبيرة".

وبين أن الوزارة قامت بالإشراف على الفقاسات الموجودة في القطاع وتشديد الرقابة عليها لضمان سير عملية الإنتاج بشكل جيد.

ولفت أبو حمد إلى أن المشكلة الثانية هي مشكلة الأمراض وتقلبات درجات الحرارة، فمعظم المزارع في القطاع تعمل وفق النظام المفتوح وليس المغلق الذي يتم التحكم فيه صناعياً وتكلفته عالية، ولكن نظراً للظروف الاقتصادية تعتمد على النظام المفتوح والذي يتحكم فيها المربي في الاغلاق والفتح.

وأفاد أن النظام المتبع في هذه المزارع أدى لمشاكل خاصة في فترات انخفاض الحرارة في الشتاء والتيارات الهوائية التي أدت لازدياد نسبة النفوق بين الدواجن بسبب تسرب المياه للمزارع، منوهاً إلى أن ذلك أدى لمشاكل ونسبة نفوق وصلت إلى 20% وخسائر في هذه المزارع.

وأردف أبو حمد:" في فصل الصيف أيضاً تعاني المزارع من ارتفاع درجات الحرارة ورياح الخماسين الأمر الذي ادى إلى تأثر الدواجن وقد تؤدي لنسبة نفوق عالية تصل إلى 20% نتيجة لاستخدام النظام المفتوح من المزارع.