قال عضو مكتب العلاقات العربية والإسلامية لحركة حماس د. سامي أبو زهري، إن أمريكا تحاول توظيف معاناة غزة واستثمارها في فرض رؤيتها للحل في فلسطين والمنطقة.
وأضاف أبو زهري في تصريح خاص بصحيفة "فلسطين": "إن التوجه الأمريكي المتعلق بغزة محاولة لإنقاذ الاحتلال في ظل إدراكه للانفجار الوشيك في القطاع نتيجة السياسات الإسرائيلية القاتلة، التي تنسجم معها قيادة السلطة الفلسطينية للأسف".
وشدد على أن اشتراطات الاعتراف الأمريكي بأي حكومة فلسطينية مقبلة بعدم مشاركة حماس "اشتراطات مرفوضة؛ لأننا نتحدث عن حكومة وطنية فلسطينية ولا نتحدث عن حكومة إسرائيلية أو أمريكية"، معتبراً الاشتراطات الأمريكية "ليس لها قيمة".
وكان المبعوث الأمريكي لعملية التسوية في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات قال إنه لا "يزال هناك إمكانية لضم حركة حماس في حال اتخاذها ما قال إنها الخطوات الضرورية".
وكتب غرينبلات مقالًا نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن "هناك طريقًا إلى الحل في غزة.. حين يكون لدى حماس الشجاعة الكافية للاعتراف بالفشل والتوجه لطريق جديد"، على حد تعبيره.
وأضاف أن على حماس "التخلي عن السلاح والالتزام بالمفاوضات التي تتبناها السلطة الفلسطينية، وإعادة جثامين الجنود الإسرائيليين المحتجزين لديها، إضافة إلى المدنيين الإسرائيليين"، كما قال.
وتابع أنه "لا يجب السماح لحماس بالمشاركة بأي حكومة مستقبلية حتى توافق على شروط اللجنة الرباعية بما يشمل الالتزام علنًا باللا عنف، والاعتراف بـ(إسرائيل)، وقبول الاتفاقيات السابقة والالتزامات بين الأطراف".
واعتبر أبو زهري أن تصريح غرينبلات: "يستند لجملة من الأكاذيب وقلب الحقائق، فالأزمة الإنسانية في غزة ناتجة عن الاحتلال وحصاره الذي يفرضه على القطاع"، مؤكداً أن محاولة غرينبلات تبرئة الاحتلال وقلب الحقائق بتوجيه الاتهامات لحماس "لا تجدي نفعاً ولا تنطلي على أحد؛ لأن الواقع واضح ولا يمكن إخفاؤه".
وشدد القيادي في حماس على رفض حركته أن تكون أي مساعدات مقدمة لغزة مشروطة بأي أثمان سياسية أو أمنية، محملاً الاحتلال المسؤولية الأولى عن الوضع المتأزم في القطاع.
وحول حديث غرينبلات بشأن "الجنود الإسرائيليين المحتجزين بغزة"، قال أبو زهري: "إن غرينبلات يدعو حماس للاعتراف بالفشل، لكننا نحن أصحاب قضية ومن حقنا أن ندافع عن شعبنا ونمارس المقاومة لإنهاء الاحتلال، ونحن واثقون أن الممارسة الأمريكية هي التي ستنتهي بالفشل".
وعدّ أبو زهري حديث غرينبلات عن "جنود إسرائيليين مختطفين بغزة" قلباً للحقيقة، لأنهم "جنود إسرائيليون قتلة، في المقابل يختطف الاحتلال سبعة آلاف فلسطيني دون وجه حق"، مؤكداً أن إنهاء قضية الجنود الإسرائيليين مرهونة بإنهاء اختطاف الاحتلال للأسرى الفلسطينيين والعرب في سجونه, و"ليس هناك طريق آخر لحل هذه القضية".
وطالب أبو زهري السلطة بمراجعة مواقفها والتعاون في إنهاء أزمات غزة، خاصة العقوبات التي تفرضها على القطاع، والتي فاقمت الحصار؛ وذلك لقطع أي رهان على إضعاف الشعب أو تمرير أي مخططات سياسية.