فلسطين أون لاين

​القطار الجديد.. مشروع إسرائيلي سينقل مليون مستوطن للقدس كل عام

...
القدس المحتلة - مصطفى صبري

المشاريع التهويدية التي تنفذها سلطات الاحتلال داخل مدينة القدس تأخذ أبعادًا جغرافية في كل الاتجاهات سواء كانت داخلية لتعزيز الترابط بين الأحياء اليهودية أو خارجها لنقل المستوطنين إليها بسرعة فائقة وعلى مدار الساعة.

مشروع القطار الجديد الذي سيدشن في نيسان القادم وأجريت عليه التجارب مؤخراً سيكون بمثابة الجسر التهويدي الذي سيربط القدس المحتلة بمدينة (تل أبيب) كبرى المدن الفلسطينية المحتلة في الداخل المحتل.

ويصل طول مشروع القطار إلى 57 كم يتخلله أنفاق وجسور يعمل فيها مئات المهندسين وعشرات الشركات المتعهدة ويتوقع أن ينقل أكثر من مليون مستوطن في العام.

الباحث المقدسي محمد قاسم قال لـ"فلسطين": "نحن أمام تهويد لم يسبق له مثيل منذ عام 1967، فبعد السيطرة على الأرض من خلال الاستيطان في كل حي في القدس دون استثناء جاء دور نقل المستوطنين من كل الدولة العربية إلى القدس في زمن قياسي، فالرحلة التي ستنقل المستوطنين من (تل أبيب) إلى القدس لن تستغرق سوى نصف ساعة على الأكثر".

وأضاف: "بينما المقدسي في مخيم شعفاط وراس خميس وكفر عقب والعيزرية وأبو ديس وغيرها من الأحياء لا يستطيعون الوصول إلى القدس إلا من خلال معبر قلنديا في رحلة تستغرق ساعات طويلة، بسبب عزل هذه الأحياء عن القدس بفعل جدار الفصل العنصري".

وأضاف قاسم: "المقدسي داخل القدس أيضًا يحرم من التواصل مع مدينته، فقرية العيساوية تعاني من حصار خانق وأهلها يقومون بفعاليات يطالبون برفع الحصار عنهم بينما المستوطن في (تل أبيب) يصل القدس المحتلة في أقل من نصف ساعة وابن القدس يحاصر في داخل منزله والحي الذي يقطن فيه ولا يستطيع الوصول إلى باقي الأحياء".

عضو لجنة الدفاع عن القدس والمقدسات فخري أبو ذياب، قال لـ"فلسطين": "انتهاء مشروع القطار بالقرب من ساحة البراق، تهويد بشري للمنطقة، حيث يسمح هذا المشروع باستقدام أعداد هائلة من المستوطنين إلى مدينة القدس".

وأضاف: "وبيّن أن ربط القدس بـ(تل أبيب) جاء بناء على دراسة عميقة لإجراء تغيير بشري في القدس"، مشيراً إلى أن الاحتلال أنشأ شبكة مواصلات داخلية وخارجية في القدس لإكمال مشروع التهويد البشري، ناهيك عن مشروع التلفريك ومشروع الجسر الهوائي اللذين يسهلا عملية تنقل المستوطنين من وإلى القدس.

محمد دريعي رئيس الهيئة الإسلامية المنتخبة في يافا، يقول لـ"فلسطين": "أهالي يافا يحرمون من تسيير حافلات إلى المسجد الاقصى ويتم حصارهم وتقييد حركتهم واعتقالهم واستجوابهم، بينما يتم افتتاح مشروع القطار لنقل أعداد مهولة من اليهود للقدس تنتهي عند ساحة حائط البراق".

وأضاف: "فيما المواطن الفلسطيني يحرم من التواصل مع مدينة القدس التي يوجد فيها ثاني أقدم مسجد على الكرة الأرضية وقبلة المسلمين الأولى".