قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" د. إسماعيل رضوان، إنه لا توجد حتى اللحظة اختراقات على صعيد استجابة السلطة لتذليل العقبات وتحقيق المصالحة في ظل الجهود التي تبذلها مصر، مؤكدًا أن الكرة الآن في ملعب السلطة والحكومة وعليهم تقديم خطوات واضحة تؤكد جديتهم، فضلا عن قيام الحكومة بمهامها.
وأضاف رضوان في مقابلة مع صحيفة "فلسطين"، أمس، بشأن مجريات اللقاءات التي أجراها الوفد المصري بغزة: "حتى اللحظة ليست هناك اختراقات على صعيد استجابة السلطة لتذليل العقبات وتحقيق المصالحة، ومع كل ذلك هناك إصرار من الجانب المصري ومن جانب حماس على المضي قدمًا بالاستمرار اللقاءات لإنهاء كل العقبات التي تواجه المصالحة، فالمصريون يقومون بجهد كبير ونأمل أن تكون هناك نتائج ملموسة".
وأكد حرص حماس على تسهيل مهمة الوفد وإنجاز المصالحة، لمواجهة قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان اعتراف بلاده بالقدس عاصمة للاحتلال.
ورد على "سؤال" فلسطين إن كان هناك خطوات مصرية أحادية ستتخذها القاهرة في حال استمر تلكؤ الحكومة، أجاب: "مصر تتعامل مع الجميع على مسافة واحدة وهي حريصة على استمرار دورها الإيجابي تجاه المصالحة، وأكدت حصرها على تخفيف الأعباء الحياتية والمعيشية وتخفيف أزمات القطاع، سواء على صعيد جوانب المشاريع الإغاثية والكهرباء وفتح معبر رفح بشكل طبيعي حال استقرار الأوضاع الأمنية أمام الأفراد والبضائع".
عقبات وملفات جديدة
واشترط رئيس الحكومة رامي الحمد الله، أمس، تمكين حكومته من عدة ملفات جديدة (الجباية، والأمن الداخلي، وسلطة الأراضي، والقضاء، وعودة الموظفين القدامى) كأساس لتحمل مسئولياتها كاملة بقطاع غزة، ودمج 20 ألفًا من موظفي حركة حماس بموازنة 2018".
وعلق رضوان على بيان الحكومة بالقول "ذلك يدلل على عدم جديتها بحل ملف الموظفين والقيام بمهماتها وواجباتها حسب اتفاق القاهرة، وأننا أمام عقبات جديدة تضعها الحكومة بحيث أصبحت جزءًا من الانقسام".
وشدد على ضرورة أن تقوم الحكومة بواجباتها، وأن تنأى بنفسها عن المناكفات السياسية وألا تنحاز لفصيل معين، وأن تتعامل مع أبناء القطاع كما تتعامل مع أبناء الضفة.
وتابع: "إذا أصبحت الحكومة جزءًا من تكريس الانقسام، فعليها الرحيل وتشكيل حكومة إنقاذ ووحدة وطنية كي تقوم بمهامها"، واصفاً مصطلح "التمكين" الذي تستخدمه الحكومة وقيادات حركة فتح بـ"الفضفاض وغير المنضبط".
كما شدد رضوان على ضرورة رفع العقوبات وحل أزمات القطاع من كهرباء وصحة وتعليم، وعدم الربط بين المعاناة الإنسانية المتفاقمة وبعض الاشتراطات السياسية أو الإدارية هنا أو هناك، فحماس قدمت ما عليها وحريصة على إنجاح المصالحة.
إرادة غائبة
وبين أن حماس أكدت للمسؤولين المصريين حصرها على تسهيل مهمتهم "لكن المطلوب خطوات مقابلة بهذا الاتجاه من الحكومة"، مشيرا إلى أن العقبات التي تضعها الحكومة تجعل المصالحة تسير ببطء شديد.
وحول أهم العقبات التي تواجه طريق المصالحة، ذكر القيادي في حماس أن أهمها عدم توافر الإرادة الجادة والصادقة على مستوى رئيس السلطة محمود عباس، وعلى مستوى الحكومة التي جعلت نفسها جزءًا من الانقسام، بعدم القيام بمهامها، وعدم رفع العقوبات، والتلكؤ في تنفيذ الخطوات التي جرى التوافق عليها في القاهرة.
وعدّ رضوان، ادعاء الحكومة بصرف 100 مليون دولار شهريًا على القطاع "تصريحات غير صحيحة وغير منضبة، إذ كان الأجدر بها أن تصدر أرقامًا محسوبة وتفاصيل لهذه التصريحات".
وأوضح رضوان، أن الحكومة لا تصرف على القطاع سوى رواتب موظفي السلطة "المستنكفين" والتي جرى عليها خصومات تصل إلى 30-50%، فيما تتجاهل الاحتياجات الإنسانية الماسة في كافة القطاعات بغزة، ولا تنفق أي شيء لدعم الموازنات التشغيلية للوزارات.
وتساءل كيف يتم الحديث عن هذه الأرقام والواقع مدمر في غزة، منبها إلى أن الحكومة تأخذ من غزة 120 دولار شهريا من ضريبة المقاصة، بالإضافة لأموال الجباية الخارجية التي أضيفت لموازنة السلطة.