يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ المناورات العسكرية بشكل دوري، سواء على الحدود الشمالية أو الجنوبية، والتي تأتي في إطار التدريب والاستعداد لخوض أي حرب محتملة في المرحلة المُقبلة.
وجرت العادة أن يكون هناك مناورات مشتركة بين جيش الاحتلال مع جيوش أخرى، أبرزها الجيش الأمريكي، لكن ما يلفت الانتباه في الوقت الراهن، هو تنفيذ المناورة بين الجيشين الإسرائيلي والأمريكي والإعلان عنها مسبقاً عبر وسائل الإعلام.
ومن المقرر أن تنطلق مناورة ضخمة اليوم، لجيش الاحتلال مع الجيش الامريكي في شمال فلسطين، تحاكي خوض حرب شاملة على عدة جبهات وسقوط الصواريخ على كيان الاحتلال الاسرائيلي، وستستمر لمدة أسبوعين، وفق ما ذكرت هيئة البث الاسرائيلي (مكان).
ثلاث رسائل
ويرى مراقبون أن تنفيذ المناورات في المكان والزمان الحاليين، له عدة دلالات ويجمل في طياته ثلاث رسائل هامة لعدة جهات.
ويقول المختص في الشأن الأمني والعسكري محمد أبو هربيد، إن التحالف الأمريكي-الإسرائيلي ليس كأي تحالف بين جيوش، إنما هو مبني على علاقة عضوية بين الجانبين.
ويوضح أبو هربيد لـ"فلسطين"، أن المناورات تحدث بشكل دوري سنويًا، لكن التي تجري حاليًا تحمل في طياتها ثلاث رسائل.
الرسالة الأولى والكلام لأبو هربيد، تتعلق بطمأنة الجبهة الداخلية الاسرائيلية ولكيان الاحتلال بحد ذاته، بأن الجيش على جهوزية تامة لأي حرب قد تندلع مستقبلاً.
والرسالة الثانية، للمنطقة والاقليم، وبالأخص إيران وحزب الله والمقاومة بشكل عام، أن (اسرائيل) محمية أمنية، ومدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية التي تُعتبر سندها الأكبر في المنطقة، وجزء من أمنها القومي، وفق أبو هربيد.
وأضاف أن الرسالة الثالثة، تأتي ضمن الإجراءات العسكرية والتوسعية وإيصالها لخصوم (اسرائيل) والولايات المتحدة الأقوياء، مثل روسيا وإيران.
ويبيّن أن الأوضاع الساخنة التي يمر بها الاقليم خاصة منطقة الشرق الأوسط، المرشحة للتصعيد في أي وقت، تدفع دولة الاحتلال والولايات المتحدة لاستعراض قوتهما، وإرسال رسائل مفادها أنهم لا يريدون حرب، ولكنهم جاهزون لها في أي وقت.
ويوضح أن (اسرائيل) تريد أن تؤكد للمنطقة، أن امريكا بقوتها وعتادها تقف إلى جانبها وأنها لا تخشى الخطر، مشيراً إلى أنه كلما زاد حراك الحرب في المنطقة ستزيد فرص إجراء المناورات العسكرية.
ولم يبتعد كثيراً المختص في الشأن الاسرائيلي بنابلس علاء خضر عما قاله أبو هربيد، مبيّناً أن تنفيذ المناورات في هذه الفترة، في ظل ما تشهده المنطقة من حالات سخونة واحتقان سياسي وفوضى والتلويح بحروب "له مغازٍ كثيرة".
ويذكر خضر خلال حديثه مع "فلسطين"، المغزى الأول يتمثل في زيادة معنويات جيش الاحتلال والجمهور الاسرائيلي، بأن (اسرائيل) ليست لوحدها، وإنما يشاركها الجيش الأمريكي.
ويوضح أن الاحتلال يحاول إيصال رسائل للدول المحيطة من خلال هذه المناورات مفادها "لو فكرتم بأي إجراء ضد (اسرائيل)، فلن تكون لوحدها، وسيكون الجيش الأمريكي لكم بالمرصاد".
ووفقاً لتقديراته، فإن هذه المناورات تحمل في ثناياها رسالة موجهة لسوريا وإيران بشكل خاص، وحزب الله وحماس بشكل عام، حول جهوزية جيش الاحتلال في حال اندلاع أي حرب.
في الأثناء، يرى خضر أن كل هذه المآرب تأتي ضمن ترتيبات وتلميحات ما تسمى بـ"صفقة القرن"، وهي إما أن تقبلوا بشروطها السياسية القادمة، وأما لن يكون هناك خيار سوى الحروب.
وحول إمكانية اندلاع حرب مقبلة سواء على الجبهة الشمالية أو الجنوبية، بمشاركة الجيش الأمريكي، أجاب خضر، بأن احتمالية الحرب "أمر وارد"، خاصة في ظل الوضع الضبابي الذي تعيشه المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن الجبهة الداخلية في كيان الاحتلال ستنفذ منتصف الشهر الجاري مناورة بكافة أنحاء الكيان لمدة يوم كامل لفحص الجهوزية لحرب محتملة يتعرض خلالها الكيان لرشقات صاروخية عنيفة.