تحاصر بلدية الاحتلال حي الشيخ جراح المقدسي القريب من سور القدس التاريخي من الجهة الشمالية، في محاولة لتهجير العائلات فيه، بحجة ان البيوت تعود ملكيتها ليهود قبل النكبة وبعد تقسيم القدس إلى شرقية وغربية.

عائلة القنيبي في حي الشيخ جراح مع اربعين عائلة مقدسية اخرى تلقت اخطارات بالرحيل والاخلاء، حيث اصبحت القرارات اجرائية للتنفيذ بعد مصادقة محكمة الاحتلال على ادعاءات الجمعيات الاستيطانية بملكية اليهود لهذه المنازل.

المواطن المقدسي راتب القنيبي، قال لـ"فلسطين": "بداية القضية كانت منذ عام 1998 واليوم تستجيب المحكمة الاسرائيلية الى دعوى مزعومة من جمعيات استيطانية انها تعود ملكية منازلنا لليهود، مع أن لدينا اثباتات انها لنا، الا ان محكمة الاحتلال رفضت البيانات وصدقت رواية الجمعيات الاستيطانية".

وأضاف القنيبي: "نحن نعيش في حي مهمل بدون خدمات تذكر وبيوت متهالكة، الا أننا صبرنا على العيش فيها من أجل البقاء في مدينتنا، لكن الاحتلال يستكثر علينا بيوت متهالكة لا تصلح للعيش".

الحاجة أم وائل القنيبي (68 عاما) تقول لـ"فلسطين": "المنزل الذي نعيش فيه يحمل اسم منزل وما هو بمنزل ومع ذلك العيش فيه أفضل من قصر مشيد خارج حي الشيخ جراح ، فهنا حياتنا وهنا مماتنا".

خليل التفكجي الخبير المقدسي في شؤون الاستيطان قال لـ"فلسطين": "إن (إسرائيل) تجند كل القوانين من اجل السيطرة والتفتيت والتغلغل، حيث تحاول حكومة الاحتلال توظيف القانون لإثبات ملكية اليهود لمنازل المقدسيين في حي الشيخ جراح، مدعيةً أنها بيوت يهودية كانت تدار من قبل الحكومة الاردنية باسم ادارة املاك العدو".

د. عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، أكد لـ"فلسطين" أن ما يجري في حي الشيخ جراح يأتي في سياق تذويب الأحياء المقدسية القريبة من البلدة القديمة وتهويدها.

وقال صبري: "أربعون عائلة مقدسية تقف في وجه هذه السياسة العنصرية لذا كان القرار بالاخلاء القسري واحلال اليهود مكان المقدسيين باسم اعادة الحقوق الى أصحابها، وهذا الشعار خبيث ليس له على ارض الواقع أي صلة، فالمقدسي صاحب الارض واليهودي دخيل عليها".

وأضاف: "يحاول الاحتلال أيضا استخدام الاغراء مع اصحاب المنازل، وينتقم منهم لرفضهم الاغراءات، ويحاول تهجيرهم عن المنازل وتسليمها للجمعيات الاستيطانية لإحلال مستوطنين مكان المقدسيين اصحاب الارض والهوية والتاريخ".