عادة ما يبحث الطفل عن قدوة أو مثل أعلى له كالأب أو الأم في المنزل أو المُعلم في المدرسة، وهذا ما يجعله متأثرًا جداً بهذه الشخصية، والأمر ذاته ينطبق على الشخصيات الكرتونية التي يشاهدها الطفل، فأحيانا يتعلق الطفل بشخصية كرتونية، فيقلدها ويتمنى أن يصبح مثلها..
نضج عقلي
قالت الأخصائية النفسية والاجتماعية ختام أبو شوارب: "بعض الأطفال يعرفون أن ما يقوم به الشخصيات الكرتونية هو تمثيل، ولكن ليس لديهم النضج العقلي للتفريق بين الواقع والخيال".
وأضافت لـ"فلسطين" أن "الطفل بعد عمر ثلاث سنوات يتعلم عن طريق الملاحظة والتقليد فيتمنى أن يمتلك قوة خارقة كالشخصيات الكرتونية مثل (سبايدر مان)، فيما تُعجب الفتيات بشخصيات مثل (سندريلا) و(سنو وايت) ويتمنين أن يصبحن ملكات مثل هذه الشخصيات".
وتابعت: "وهنا يكمن دور الأهل في شرح الأمر للأطفال بأن ما يشاهدوه خيالي وغير موجود على أرض الواقع، فاندماج الطفل في هذا الواقع قد يؤثر عليه سلبًا خاصة إذا أراد تقليد هذه الشخصيات التي تطير وتقفز في الهواء".
وأوضحت: "على الأهل أن ينتبهوا، فبعض الأفلام الكرتونية خيالية جداً ومنفصلة تماما عن الواقع، ولا بد من معرفة ما يشاهده الأطفال، ومن الجيد أن يشاهد الأهل هذه الأفلام مع أبنائهم ليشرحوا كل تفاصيلها لهم، خاصة أن بعض البرامج الكرتونية توص للأطفال قيمًا غير صحيحة تتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا".
ولفتت إلى أن الطفل في بعض الأحيان يتعلم من هذه البرامج أكثر مما تعلمه من والديه نظراً لانشغالهما عنه، مشيرة إل أن: "بعض الأهالي يطنوا أن أفلام الكرتون قد تعوض غيابهم عن الأطفال، وهذا خطأ كبير، فلا يجب ترك المجال للمؤثرات الخارجية للسيطرة على الأطفال أكثر من تأثيرنا نحنا عليهم".
ووصفت الأطفال بأنهم "عجينة لينة يستطيع الأهل تشكيلها كما يريدا من خلال القدوة الحسنة والتعامل الجيد معهم وزرع القيم الجميلة".
وفي ذات الوقت، أشارت أبو شوارب إلى أن أفلام الكرتون قد تحمل الفوائد في بعض الأحيان: "جميلٌ أن يتعلم الأطفال بعض القيم كمسامحة الآخرين والعدل والطريقة اللباقة في الحوار، فأحياناً قد لا يتوفر لدينا الوقت الكافي لتعليمهم وقد تكون أفلام الكرتون قادرة على إيصال المعلومة للطفل بشكل بسيط وسهل".
