كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، النقاب عن قرار صادر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، باستهداف الصحفيين الفلسطينيين ومنعهم من تغطية تطورات الأوضاع الميدانية وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية ضد المتظاهرين الفلسطينيين.
وذكرت الصحيفة في عددها، اليوم، أن جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب بالهراوات على خمسة صحفيين في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية، واعتقلوهم، بموجب هذه الأوامر.
وفي آب/ أغسطس 2012، اعتدى جنود الاحتلال على خمسة صحفيين فلسطينيين بالضرب المبرح، وقامت بتحطيم كاميراتهم واعتقالهم وتهديدهم باستهدافهم مرة أخرى في حال عودتهم لتغطية المواجهات الأسبوعية في قرية كفر قدوم، وهو ما وثقه تسجيل مصوّر لمنظمة "بتسيلم" الإسرائيلية.
وفي أعقاب الاعتداء، طالبت منظمة الصحفيين الأجانب بإجراء تحقيق تخلّله اعتراف أحد جنود الاحتلال باستهداف قوات الاحتلال للصحفيين الخمسة دون وجود مبرر لذلك؛ من قبيل رشق الحجارة أو عرقلة عمل قوات الاحتلال أو تصوير نشاط عسكري سري.
وكشف الجندي الإسرائيلي عن وجود تعليمات تتضمن اعتقال كل من يخرق الأمر العسكري بإغلاق المنطقة، ومن ضمنهم الصحفيون، وضرب كل من يعترض على ذلك.
وفي تشرين ثان/ نوفمبر 2016، وبعد أربع سنوات من هذه الحادثة، اكتفت قيادة جيش الاحتلال بتقديم الجنود لمحاكمة تأديبية، وكانت النتيجة "التوبيخ" وترقية ضابط الكتيبة إلى رتبة عقيد.
وفي السياق، رصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى"، 29 انتهاكًا ضد الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال شهر شباط/ فبراير الماضي.
وأفاد المركز الحقوقي في بيان، أمس، بأن قوات الاحتلال ارتكبت 27 اعتداء، فيما ارتكبت الحكومة وأجهزتها انتهاكين آخرين.
وأوضح أن الانتهاكات الإسرائيلية توزعت بين أربع حالات اعتقال وتوقيف لصحفيين، و8 حالات إصابة واعتداءات جسدية، فضلًا عن تعرض ما لا يقل عن 12 صحفيا وصحفية للاحتجاز والمنع من التغطية في حوادث متفرقة.
ونوه مركز "مدى" إلى أن قوات الاحتلال منعت لقاء اجتماعيا ضم ما لا يقل عن 18 صحفيا وصحفية نظم لتناول العشاء في مدينة القدس المحتلة، تخلله اعتداء واعتقال.
وأشار إلى أن انتهاكات أمن السلطة تمثلت خلال الشهر الماضي، بمنع مراسل قناة "رؤيا" الأردنية من الدخول للمقاطعة في رام الله، للتغطية، بزعم الإساءة للرئاسة الفلسطينية عبر منشورات له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فيما منع الإعلام الحكومي بغزة تنظيم احتفالية لإطلاق قناة "طيف" المختصة بقضايا المرأة عبر شبكة الإنترنت (على يوتيوب وفيسبوك)، بدعوى أنها لم تحصل على التراخيص اللازمة.
ولفت مركز "مدى" إلى إقدام شركة "فيسبوك" على حجب وإغلاق عشرات الصفحات الفلسطينية، "استجابة لمطالبات وضغوط إسرائيلية"، بدعوى أنها نشرت محتويات "تحريضية".