لم يشفع لها مرضها وصغر سنها عند جندي الاحتلال، الذي استمر في اضطهاد عمها ليمنع اجتيازه الحاجز، مهددًا بإطلاق النار عليه.
دلال لولح (9 أعوام) طفلة من ذوات الاحتياجات الخاصة، ولدت بإعاقة في الدماغ جعلتها عاجزة عن الحركة، والكلام، حتى تناول الطعام، وأفقدتها بصرها، لتحرم كل ما يمكن أن يتمتع به الإنسان من نعم.
هذه الطفلة وحيدة لأبويها من الإناث، ولها ثلاثة إخوة من الذكور، كانت على قلة حيلتها وضعف قوتها صاحبة ابتسامة لا تزال العائلة بأكملها تتذكرها، ولكن تلك الذكرى السعيدة تزاحمها أخرى مريرة.
العائلة لا تزال تتذكر الجريمة التي ارتكبها جندي الاحتلال، وتسببت باستشهاد الطفلة "لولح"، إذ منعها من المرور من حاجز عورتا جنوب نابلس في الضفة الغربية، لنقلها إلى مستشفى رفيديا في المدينة حيث كانت معتادة تلقي العلاج هناك.
حاولت العائلة نقلها من طريق حاجز حوارة، الذي كان كذلك مغلقًا من قبل قوات الاحتلال التي كانت تخوض مواجهات ضد الشبان الفلسطينيين، في حين كانت الطفلة تعاني من صعوبة في التنفس، ومضاعفات في صدرها، تستدعيان نقلها إلى المستشفى، بحسب إفادة عمها أبي المعتصم لولح.
يقول لصحيفة "فلسطين": "وصلت الأسرة بسيارتها الخاصة إلى الحاجز، لكن جنود الاحتلال منعونا من التقدم والعبور، مع الحالة الطارئة التي كانت تعاني دلال منها، والحاجة الماسة إلى الوصول إلى المستشفى".
وتصاعد الوضع عند الحاجز، وارتفعت حدة النقاش بين عم الطفلة وجندي الاحتلال، حتى إنه طالب الجندي بالقدوم إلى السيارة ومشاهدة الحالة التي تمر بها دلال، فما كان منه إلا الضحك باستهزاء بمجرد رؤيته حالها.
استمرت مطالبته بعبور الحاجز، لكن جندي الاحتلال تعنت في رفضه ورفع سلاحه وصوبه تجاه العم الذي اضطر إلى الرجوعإلى سيارته، وفي هذا الوقت اشتدت حدة المواجهات بين الاحتلال والشبان المقاومين له.
أطلق جنود الاحتلال الغاز المسيل للدموع تجاه الشبان الفلسطينيين العزل بالقرب من الحاجز، ما أدى إلى اختناقهم، وفيهم تلك الطفلة التي لا علم لها بما يدور حولها.
دلال التي كان جل ما يريده أهلها هو إنقاذها من صعوبة التنفس التي كانت تعانيها زاد الاحتلال من معاناتها بإطلاق الغازات التي تسببت _حسب تقرير الطب الشرعي_ بالاختناق المؤدي إلى الوفاة.
في تلك الأوقات صعدت روح دلال إلى بارئها شهيدة بفعل عنصرية جنود الاحتلال الذين رفضوا نقلها إلى المستشفى، استشهدت دلال وسجل اسمها ضمن آلاف الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، وفيهم أولئك من ذوي الاحتياجات الخاصة، فكل منهم في نظر الاحتلال "فلسطيني مقاوم".