أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" د. خليل الحية أن حركته تبحث الآن خطة واضحة كخارطة طريق لتطبيق اتفاق المصالحة الفلسطينية، على أن تكون بمدة محددة وذات ضمانات عربية ودولية.
وقال الحية في حوار مع صحيفة "فلسطين" أمس: "إن المسؤولينفي مصر شركاء وضامنين وشهود، ولا ضير أن يكون كل المجتمع الدولي موجودًا حتى يشهدوا أن حماس تريد مصالحة حقيقية، بالرعاية العربية أو الدولية والمصرية والفلسطينية".
وأضاف: "إن حماس تبحث عن التطبيق الأمين لما تم التوقيع عليه في مصر باتفاق القاهرة 2011، واتفاق 2017، وتبحث كذلك عن شراكة بدون اقصاء وتطبيق كل الملفات كاملة، وأن تقوم الحكومة بكل مسؤولياتها".
وطالب الحية الحكومة بتطبيق ما تم التوقيع عليه بين حماس وفتح وأيدته الفصائل، مبينا أن الحكومة ليست طرفا مع حماس، "فهي أداة من ادوات الشعب لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وعليها أن تقوم بذلك، وهي ملزمة أن تأخذ الاتفاق كما ورد".
نتائج زيارة القاهرة
وحول زيارة حماس للقاهرة، قال الحية: "إن الجديد في زيارتنا للقاهرة أننا استمعنا من المسؤولين المصريين تأكيدهم على مواصلة المصالحة وسعيهم الدؤوب حول متابعة تنفيذها، وأرسلوا الوفد المفوض أو المعني بذلك".
وأضاف: "استمعنا من المصريين أنهم سيبحثونبشكل جدي فتح معبر رفح بشكل كامل، وسعيهم بالمساهمة والمساعدة لتخفيف معاناة قطاع غزة، وزيادة كمية الكهرباء".
وتابع: "المصريون قالوا بشكل واضح نحن لا يمكن أن نترك غزة ونحن نرى ظروفها بهذا الشكل".
وأوضح الحية أن وفد حماس استمع كذلك من المسؤولين المصريين رفضهم المطلق لحل القضية الفلسطينية على حساب أي شبر من أراضي سيناء.
وقال: "هذا يقطع الطريق على كل المتوجسين والمروجين أنه ممكن زيادة حجم القطاع على حساب سيناء".
ومن نتائج الزيارة، وفق الحية، التطور الجدي في العلاقة الثنائية بين حماس ومصر وغزة ومصر، ضمن تطوير مصر لعلاقتها مع الشعب الفلسطيني.
وحول إن كانت الوعود المصرية السابقة سيتبعها آليات تنفيذ على الأرض، قال عضو المكتب السياسي في حماس: "إننا نترك ترتيب ذلك لمصر، سواء بالتعاون مع حماس أو مع الحكومة، فما يهمنا ويهم مصر أن تدخل هذه البضائع وحاجات غزة".
ولفت الحية إلى أن وفد حماس استمعمن المسؤولين المصريين أن هناك مشاريع دولية جرى الحديث عنها مؤخراً، وبعضها استمعت إليها حماس عن طريق المنسق الخاص للأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، يريد المجتمع الدوليمن خلالها تذليل الصعاب ومساعدة وتشجيع الحكومة على القيام بمسؤولياتها بغزة.
وأكد عضو المكتب السياسي في حماس، أن حماس تريد وقائع على الأرض وأن تقوم الحكومة بواجباتها وحل أي اشكاليات على الارض، مطالباً رئيس السلطة محمود عباس وحركة فتح "أن يتشجعوا أكثر ويزيلوا كل المخاوف المصطنعة، فلا خيار أمام الجميع إلا المصالحة، حتى يكونوا صفا واحدا في وجه المخاطر التي تحدق بالقضية التي ستأتي علينا وعليهم".
ورداً على سؤال إن كان هناك اختراق قد حدث في موضوع تطبيق المصالحة، أعرب عن أمله أن يحدث اختراق وتقدم، مؤكداً أنه لا يوجد خيار أمام الفلسطينيين إلا أن تسير عجلة المصالحة بشكل جيد.
وقال الحية: "إن الشعبالفلسطيني الذي يتعرض لمحاولة التصفية لا يبحث عن تحميل مسؤوليات بل يبحث عن حلول جدية"، مطالباً رئيس حكومة التوافق رامي الحمد الله بتولي كل مسؤولياته دون تلكؤ أو تراجع أو تسويف.
وأضاف: "نحن ندرك أن قضية تنفيذ المصالحة بها عقبات، لكن بالتفاهم والإرادة يمكن أن تحل، أما بالاشتراطات والمزيد من العقبات فإنها تتعثر".
الجباية
وفي سياق منفصل، أكد الحية، أن حركته "ليست متمسكة بالجباية الداخلية" لقطاع غزة، إلا أنها طالبت بضمانة من الحكومة لكيلا تُسلم ثم يظهر "بعبع جديد".
وقال الحية في لقاء متلفز عبر فضائية الأقصى: إن حركته "طالبت بضمانة ووضع خطة عمل واحدة" لتسليم الجباية الداخلية، كاشفًا أنهم عرضوا وضع مبلغ الجباية عند جهة محايدة لدفعه حال لم تلتزم الحكومة لرواتب وموازنات الحكومة بغزة.
وبين أن مصطلح التمكين مصطلح "مضحك وفضفاض"، وتساءل: "من الذي يمنع هؤلاء (الوزراء) من ممارسة أعمالهم؟، ما هو التمكين الذي يريده وزير لم يدخل وزارته من قبل ووزير لم يدخل يوم "الاحتفال الكبير" في شهر سبتمبر؟
وأضاف: "نرحب أن تقوم الحكومة بدورها كاملاً، تفضلوا قوموا بواجبكم وهذا لا يحل وأنتم جالسون برام الله، ووضع العراقيل، انقسامنا بحاجة إلى إرادة وتصميم لإنهائه".
"صفقة القرن"
وبين الحية أن كل من قابلوهم من مسؤولين عرب في الداخل والخارج، لا يوجد لديهم تصور واضح حول ماهية "صفقة القرن"، وما شاع بوسائل الإعلام يقول إنها صفقة تتجه "لإعادة تفكيك المنطقة بالكامل وإعادة ترتيبها من جديد" والخاسر الأكبر هو القضية الفلسطينية.
ووفق الحية فإن الصفقة يجري تنفيذها على الأرض، وأولها قرار القدس "عاصمة للاحتلال"، حتى أنهم يريدون "كي الوعي" فالناس بدأت تنسى مبدأ نقل السفارة وبدؤوا يتحدثون حول موعد نقلها.
تيار دحلان
وبين الحية أن لقاءهم بالتيار الإصلاحي بحركة فتح بالقاهرة يأتي لكونهم "جزءًا من مكون الشعب الفلسطيني"، لبحث مخاطر القضية الفلسطينية وحل مشاكل غزة.
وقال: "نطرق كل أبواب الدول، فكيف لا يكون أن يكون لدينا علاقة مع من لديهم علاقة مع دول، فنحن نريد من كل مكونات شعبنا أن نبحث مصير القضية الفلسطينية".
وحول الشبان الأربعة المختطفين، شدد الحية على أنه لا تخلو زيارة لمصر إلا ونطرق هذا السؤال عليهم، "وللحق هم وعدوا أن يبحثوا في هذا الموضوع بحثًا جديًا ونأمل أن نسمع منهم كلاما واضحًا وصريحًا".
وحول التصعيد الإسرائيلي، أكد الحية أن من حق شعبنا مقاومة الاحتلال وإنهائه، "ولكن ما عسى شعبنا الفلسطيني إذا بقي يُضغط عليه".
وحول دعوات مسيرة العودة الكبرى، أبدى الحية تأييد حركته لهذا الحراك، وقال: "العودة إلى أرضنا ووطننا لا يفارق الأبناء والأحفاد، وندعم ونبارك كل الجهود التي تحضر".
وأكد أن حماس ستكون في قلب هذه المسيرة، شادًا على أيدي الفصائل والقوى لتكون المسيرة عنوانا واضحا أن الشعب الفلسطيني لا يرضى عن العودة إلا بالعودة.
وحول منظمة التحرير، وصف الحية حالها بأنها "في ثلاجة يُمسك بابها الرئيس محمود عباس، فالمجلس اتخذ قرارات ولم نسمع عنها شيئا.
وأوضح أن المنظمة وتجديدها يعد أحد أهم ملفات المصالحة الوطنية الفلسطينية، وقرار تفعيلها تم توقيعه قبل 13 عامًا، ويجب الضغط على من يمنع أن تأخذ المنظمة دورها.