قائمة الموقع

​"التعاطف الذاتي" محاولة إنقاذٍ وتجميل للصورة

2018-03-01T08:32:47+02:00

"التعاطف الذاتي".. طريقة للتخلص من التوتر، وللرضا عن الذات، ومن قواعد هذه الطريقة أن تكون لطيفًا مع نفسك كلطفك مع الآخرين، وأن تلتمس لها العذر، فلا تجلد نفسك أكثر من اللازم لأنك ككل البشر عرضة لارتكاب الأخطاء، باختصار أن تتعاطف مع ذاتك كما تتعاطف مع الآخرين، ما يغير صورتك عن نفسك ويزيدك رضا عنها..

إنقاذ الذات

عرّف الأخصائي الاجتماعي والنفسي الدكتور إياد الشوربجي "التعاطف الذاتي" بأنه "محاولة إنقاذ الإنسان لذاته وتجميل صورة الذات، والمُخاطب في هذه المحاولة هو العقل الباطن من أجل أن يحيا الإنسان حياة كريمة وسليمة ويستطيع التعامل مع الآخرين بشكل صحيح، أو حتى لا تُهدم شخصيته فيما بعد".

وقال لـ"فلسطين": "من عوامل الكفاءة النفسية تعزيز الإنسان من قبل الآخرين باعتبار أنه كائن اجتماعي ويتأثر بالبيئة المحيطة سلباً وإيجاباً، وإلى جانب ذلك فإن العامل الداخلي هو أيضًا مهم فيما يتعلق بتقدير الإنسان لذاته".

وأضاف: "من الطبيعي أن يتأثر الإنسان بالأشخاص المحيطين، ومن يتمتعوا بشخصية قوية ويستطيعوا مواجهة الأشخاص السلبيين المحيطين بهم الذين يكثروا الانتقاد ويقللوا قيمة الإنجازات والعطاءات".

وتابع: "هؤلاء الأشخاص يحاولوا أن يرفعوا من شأن ذاتهم وإنجازاتهم ويخاطبوا دائماً عقلهم الباطن بأنهم ناجحون، وهذا يزيد إيجابية الشخص ويرفع مستوى تقديره لذاته ورغبته في تحدي الآخرين لإثبات عكس ما يقولون، والعبارات الإيجابية التي يتحدث فيها الانسان عن نفسه ترفع من شأنه وتحسن حالته المزاجية وتزيد إصراره على مواصلة العمل على الرغم من البيئة المحبطة له".

إخفاقات الآخرين

ومن وسائل التعاطف الذاتي بحسب الشوربجي، أن ينظر الفرد لإخفاقات الآخرين وجوانب النقص الكبيرة عندهم ويقارن نفسه بمن هم أدنى منه، وأن يصبر على الابتلاءات وجوانب النقص الموجودة عنده، ولا يفكر في الماضي والإخفاقات وإنما في طريقة تصحيحها، مع الابتعاد عن جلد الذات، وعدم التفكير في المشكلة بل التفكير في حلها، وعدم التفكير في الهموم والمشاكل لأنها تضعف العزيمة والإرادة، حتى وإن واجه أي مشكلات يعطيها جزء من التعاطف الذي يعطيه دفعة لتجاوز أي مشكلة.

وقال الشوربجي: "وعلى الشخص أن يبتعد عن الوحدة الطويلة، وأن يلجأ لأشخاص محل ثقة ويأنس بهم لكي يحسن حالته النفسية والعاطفية من خلال النقاش والحوار في مشكلاته وكيفية تجاوزها".

وأضاف: "مع الانتباه إلى أن بعض المواقف لا يمكن استخدام التعاطف الذاتي فيها، وحينها نحتاج لأشخاص محل الثقة قد يكونوا إلى جانبنا فيرفعوا معنوياتنا".

اخبار ذات صلة