قائمة الموقع

مكفوفون يبصرون آثار غزة عبر "الضوء المتجول"

2018-02-25T08:57:53+02:00

يريد معدي كتاب "الضوء المتجول" الحفاظ على آثار فلسطين وتاريخها المشرف لتظل محتفظة بأصالتها وعراقتها العمرانية وإبداعها المعماري الفني.

الإصدار الأول من الكتاب يرصد معالم قطاع غزة وآثاره المتجذرة في أصول التاريخ، صورها وكتب حولها فتيان وفتيات بعمر الزهور.

وحرص هؤلاء على كتابته بلغة قصصية محببة للأطفال، مدعمة بالوصف المناسب للمعالم الأثرية وصور لها التقطوها بأيديهم.

وتميزوا بإضفاء لغات أخرى عليه لييتمكن الجميع من قراءته والاستفادة منه، كذوي الإعاقة من المكفوفين والصم، وخصوصا الأطفال منهم.

وترجموا الكتاب إلى لغة برايل للمكفوفين عبر مختصين، وتسجيله بصوت أحد المشاركين في إعداد الكتاب، على اسطوانة مدمجة ليكون دليلا لذوي الإعاقات المختلفة.

ويعكف الفتيان والفتيات بمركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، على تحويل الكتاب إلى لغة الإشارة ليستفيد منه فئة الصم.

الكفيفة دلال التاجي رئيس قسم التعليم المستمر في كلية تنمية القدرات الجامعية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، كانت أول من خاض تجربة التعرف على الآثار في قطاع غزة عبر "الضوء المتجول" عندما ترجمته للغة برايل للمكفوفين.

وأعربت التاجي عن سعادتها بجمال الفكرة ومضمونها التراثي الذي يأخذ المكفوفين في جولات إبصار للمعالم الأثرية في غزة، موضحة أنها الجمعية أرادت من خلال ترجمة الكتاب إيصاله لأكبر عدد ممكن من الناس.

وقالت لصحيفة "فلسطين": "جمال الكتاب بالنسبة لها يكمن في أخذه بالحسبان ذوي الإعاقة البصرية والسمعية الاستفادة منه، وإتاحة الفرصة لهم على التعرف على آثار فلسطين وغزة بأنفسهم".

بدورها، تمنت الطفلة تسنيم الأخرس إحدى المشاركات في إعداد الكتاب، وصوله إلى آخر نقطة في العالم حتى يتعرف الجميع على أن فلسطين لنا وهذه آثارنا ودلائلنا على ذلك؛ وليس كما يتحدث الاحتلال أنها أرض بلا شعب.

وأوضحت أنها شاهدت آثار غزة وصورتها وتعرفت عليها من خلال تنظيم جولات وزيارات وعقد دورات مختصة، مشيرة إلى أن ما يميز الدليل -الضوء المتجول- ترجمته بلغة برايل للمكفوفين وتسجيله عبر اسطوانات لضعيفي السمع.

أما بلال الغلبان، أحد المشاركين في إعداد الكتاب، قال: "حضرنا ورشات عمل وامتثلنا لدورة مرشد سياحي وتصوير صحفي، وعمدنا أن يكون الكتاب مناسبا لكل فئات المجتمع، وخصوصا الأطفال المكفوفين والصم".

وأضاف: "طبعنا منه نسخة مكتوبة ونسخة بي دي أف ونسخة مترجمة للغة برايل وأخرى مسجلة في اسطوانة بصوتي لتناسب صغار السن وأصحاب الإعاقة البصرية"، متمنيا انتاج نسخ من الضوء المتجول عن كافة آثار فلسطين.

من ناحيتها، أوضحت مديرة مركز بناة الغد آمال خضير أن الفكرة جاءت عندما قرر المركز إعداد دليل سياحي مفصل عن قطاع غزة بواسطة الأطفال، بهدف تنمية القدرات الثقافية والفكرية والإبداعية لدى الفئات المستهدفة.

وقالت خضير في حديثها لصحيفة "فلسطين": "تم العمل مع 45 فتى وفتاة وعقد ورشات عمل تعريفية وتدريبية، منها ورشات توعية وتثقيف بالآثار و دورة مرشد سياحي ودورة تمكين الفتيان من مهارة التصوير".

وأشارت إلى أنه تم تنظيم زيارات ميدانية للمناطق الأثرية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، تعرف الأطفال فيها على المناطق الأثرية من خلال الوزارة ورجعوا أيضا للكتب والانترنت وحصلوا على المعلومات الكافية حول المناطق الأثرية، وتم توثيقها على هيئة سلسلة قصصية مدعمة بالصور.

وذكرت خضير أنه تم استصدار رقم للكتاب من خلال وزارة الثقافة، ليكون أول دليل سياحي على مستوى فلسطين للأطفال مترجم بلغة برايل.

وأوضحت أن مشوار الأطفال لم يتوقف عند هذا الحد بل تعداه ليتحدى الحصار من خلال التواصل مع الجمعية الفلسطينية لثقافة وفنون الطفل في الخليل لإنتاج "الضوء المتجول 2" مع أطفال هناك، يتناول المواقع الأثرية في الخليل المحتلة، مؤكدة سعيهم لإنتاج إصدارات في عديد المناطق بفلسطين المحتلة.

وأعربت خضير عن طموحها بوصول الدليل السياحي الجديد إلى كافة مناطق فلسطين وترجمته بكافة اللغات، ليكون دليلا علميا يستند إليه كل من يريد التعرف على معالم فلسطين وآثارها.

اخبار ذات صلة