لم تقف تداعيات قرار مجلس الأمن ٢٣٣٤ بشأن رفض الاستيطان في الأراضي الفلسطينية عند مجرد انتقاد إدارة أوباما، أو رفض نتنياهو للقرار، بل تعددت التداعيات، ومنها:
١- وصف أوباما بالخائن، الذي يخون أصدقاءه، ووصفه بأنه مسلم، وبأنه معادٍ للسامية.
٢- استدعاء نتنياهو لسفراء الدول الـ(١٤) التي صوتت على القرار لتوبيخهم على موقف بلادهم، واللافت للنظر أنه استدعى أيضا السفير المصري، بعد أن سحبت بلاده المشروع من التداول، ولم تشارك في تقديمه لمجلس الأمن مع أنها البلد العربي الوحيد في مجلس الأمن، وتنوب عن المجموعة العربية؟!
٣- إلغاء نتنياهو لقاءً له مع رئيسة بريطانيا لأن دولتها صوتت بالموافقة على القرار.
٤- صادق الاحتلال على مجموعة من قرارات التوسع في البناء الاستيطاني ومنها بحسب صحيفة "يسرائيل هيوم" على بناء 2600 وحدة سكنية في مستوطنة "غيلو"، إضافة إلى المصادقة على بناء 2600 وحدة سكنية أخرى في مستوطنة "غفعات همتوس" قرب بيت صفافا بجنوب القدس و400 وحدة سكنية في مستوطنة "رمات شلومو" بشمال القدس، وأن العدد الإجمالي للوحدات السكنية بمستوطنات القدس التي يتوقع المصادقة عليها قريبًا يصل إلى 5600 وحدة سكنية.
٥ -مطالبة أعضاء من الكنيست الحكومة بالإعلان عن ضم مناطق في الضفة الغربية إلى (إسرائيل). ومنها بشكل خاص ضم مستوطنة "معاليه أدوميم"، الواقعة شرقي القدس، إلى إسرائيل، وهو اقتراح يجري طرحه منذ زمن .
٦- ومنها أن ليبرمان طلب من منسق الأراضي المحتلة وقف كل اتصالاته بالسلطة عدا تلك التي تتعلق بالتنسيق الأمني؟!
٧- من جهته قال رئيس الكنيست، يولي إدلشطاين: إنه "إذا كان حائط المبكى وحي (مستوطنة) راموت هما منطقة محتلة، فإنه على الأمم المتحدة أن تقرر على الفور إعادة نيويورك إلى الهنود الحمر؟!، بينما طالب رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أفي ديختر بدراسة معمقة، وإسرائيل لا يمكنها المرور مرّ الكرام على (اعتداء) كهذا، وسنكون ملزمين بدراسة رد فعل مناسب يبدد (أوهام الجانب العربي؟!) ".
هذه بعض ردود الأفعال على قرار مجلس الأمن الأخير حول الاستيطان صهيونيًا، مع أنه قرار غير ملزم، وليس تحت الباب السابع، وهناك إصرار يهودي على عدم تنفيذه، فماذا يمكن أن يحدث في هذه الدولة (التي تحمل بذور فنائها بداخلها) لو كان القرار ملزما وتحت الباب السابع.
قلنا مرارًا وتكرارًا: إن دولة العدو ليست قوية بذاتها، وإنما قوتها بحبل من الناس، من أميركا وغيرها. إنها تعاني بنيويًا من ضعف ذاتي تجبره التغطية الأميركية، فإذا ما تخلت أميركا قليلًا عنها بانت عورتها وافتضح ضعفها، حتى وإن كانت الأقوى عسكريا في الشرق الأوسط. القرار في النهاية مهم وفي صالح الفلسطينيين ولكن الأهم كيف نستفيد منه عمليًا؟، وكيف نتجنب تداعياته السلبية على القضية؟.