دعا رئيس المكتب السياسي السابق لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل دول العالم أجمع بإدانة قرار نقل سفارة واشنطن إلى القدس في مايو / أيار القادم، والعمل على منع تنفيذ ذلك القرار.
وقال مشعل في تصريحات صحفية له السبت، على هامش ندوة نظمتها جامعة "السلطان محمد الفاتح الوقفية" التركية، إن القرار الأمريكي بافتتاح سفارة واشنطن في القدس "هو إمعان بالخطيئة والجريمة من قبل الإدارة الأمريكية".
وأضاف أن ذلك "استمرار لما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من أسابيع (في 6 ديسمبر/كانون أول 2017)، وهي مقدمة للإعلان عن صفقة القرن، التي تعني تصفية القضية الفلسطينية".
وشدد قائلًا "ندين الموقف الأمريكي، ونقول بذات الوقت، هذه الجريمة لن تمر، وستفشل، ولن نسمح بتصفية القضية الفلسطينية وقضية القدس، فالقدس عاصمتنا الأبدية، وقلبنا وروحنا وحاضرنا ومستقبلنا، كما كانت ماضينا".
واعتبر مشعل القرار الأمريكي، بأنه "سيظل زوبعة في الفنجان، ونحن أصحاب الحق، ونطالب العالم بالوقوف معنا، وأن يدين الموقف الأمريكي، وألا يسمح له بالتطبيق".
وأكد أن أهل فلسطين وأهل الأمة وأحرار العالم، سيفشلون السياسة الأمريكية المتعلقة بالقدس والقضية الفلسطينية.
وعن الموقف التركي من ذلك، ذكّر مشعل بدور الرئيس رجب طيب أردوغان، في عقد القمة الطارئة لدول مجلس التعاون الإسلامي، في إسطنبول بـ 14 ديسمبر الماضي، بمشاركة 16 زعيمًا، إلى جانب رؤساء وفود الدول الأعضاء.
وتابع "نريد من تركيا مواصلة مواقفها، وأن يتحول الموقف الرافض، لإجبار الإدارة الأمريكية للتراجع، وأن تعمل على الأرض لتعزيز أهل القدس، واستمرار الجهود لكسر الحصار عن غزة".
واستطرد "لم يكتف الأمريكان بأنهم ناصروا إسرائيل وأعطوها السلاح القاتل وحموها بالأمم المتحدة ومجلس الأمن وبالفيتو، بل اليوم يريدون تصفية القضية الفلسطينية (..)، ترامب يظن نفسه إلهًا، إن قال كلمة فعلى العالم أن يستجيب لها".
وأضاف "أقول من هنا، صفقة القرن ستفشل وسنفشلها، والقدس لن تكون إلا فلسطينية عربية مسلمة، لا حق للصهاينة فيها، نحن وإخواننا المسيحيون، هم شركاء لنا، ولهم فيها تاريخ ضمن مظلتنا العربية".
وخاطب مشعل تركيا قائلًا "اليوم القدس تحتاج شهداءكم وأموالكم وجهودكم ومؤسساتكم الرسمية والشعبية، القدس قلبنا النابض وهي عبر التاريخ مقياس نبض الأمة، هناك تصفية للقضية ولكن على الأرض هناك أحرار، والتاريخ التركي العثماني له باع طويل في القدس وفلسطين".
وقال إن هناك تواطؤ من "الذين يشار لهم بإصبع التهام (لم يحددهم)"، مؤكدًا أن "خذلان أهل فلسطين والقدس جريمة كبرى، والجريمة الأكبر التواطؤ على القدس والأقصى، والتاريخ سيسجل من وقف مع القدس والأقصى بأحرف من نور، ومن وقف ضدها ستكون له صفحات سوداء في التاريخ".
وحول الندوة، قال مشعل "رحم الله السلطان محمد الفاتح، وان شاء الله تركيا بقوتها وديمقراطيتها وعلمها ونهضتها وتماسك أبنائها وقيادتها، تكون عمودًا كبيرًا لصالح الإسلام وجيرانها والإنسانية".
ولفت إلى أن "جراح الأمة كثيرة، الجرح السوري ينزف من سبع سنوات، ونرى ما يجري في الغوطة من حصار وتجويع وقتل، والعالم يتفرج، ندين هذه الجرائم، فهم أهلنا ولا يستحقون هذا القتل والتدمير بعد الجوع والحصار".
وانطلقت اليوم في مدينة إسطنبول، فعاليات ندوة "اللجوء والحرب والفقر"، بتنظيم من جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية، وجمعية "دنيز فنري" التركية الخيرية الأهلية، وذلك على مدار يومين.يرات مجتمعية، وتحديات التعليم والصحة للاجئين، وتقديم الخدمات لهم، والمؤسسات العامة التي توفر لهم الخدمات.
وتشارك في الندوة مؤسسات حكومية تركية وجهات أهلية محلية ودولية، كما تضمنت إلقاء كلمات عديدة، من الجهات المنظمة، ورؤساء منظمات تركية مشاركة في الندوة.