توارت جنود الاحتلال الإسرائيلي، خلف أحد المحال التجارية وسط مدينة أريحا، وأطلق أحدهم النار من مسافة الصفر على الشاب ياسين عمر السراديح (33 عاما) ثم انهالوا عليه بالضرب المبرح.
ولم تشفع إصابة السراديح أمام جنود الاحتلال الذين أردوه أرضا برصاصة في منطقة البطن، وفق شقيق الشهيد سليمان السراديح.
ويقول السراديح لصحيفة "فلسطين" قرابة الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة أمس، خرج شقيقي للتعرف على ما يدور في المنطقة خاصة بعد سماع صرخات قادمة من منزل خالي.
ويضيف: اقترب شقيقي ياسين من المكان، فأطلق جندي إسرائيلي الرصاص عليه من مسافة الصفر، وانهال جنود الاحتلال عليه بالضرب في المناطق العلوية من جسده الأمر الذي أدى إلى إصابته بحالة إغماء نقل على إثرها إلى المستشفى، وأعلن عن استشهاده.
ويتابع، وفق رواية شهود العيان، أنه وبمجرد أن أطلق جيش الاحتلال النار على شقيقه "ياسين" انهال الجنود بأعقاب بنادقهم عليه بالضرب في كافة أنحاء جسده، وتحديدًا على منطقة البطن والصدر والرأس، وأن جنديين جروه على الأرض لمسافة، وقد وقع خلال ذلك عدة مرات على الأرض؛ لأنه لم يعد يقوى على المشي بسبب آلامه الشديد، واقتادوه معهم، قبل أن يعلن عن استشهاده.
ويؤكد أن شقيقه "ياسين" لم يكن يعاني من أية أمراض، وأن استشهاده جاء بسبب اعتداء عدد كبير من قوات الاحتلال عليه، مكذبًا مزاعم الاحتلال التي تحدثت عن وفاة شقيقه جراء استنشاقه للغاز المسيل للدموع أثناء اعتقاله.
والأسير الشهيد جريح سابق وقد أصيب في فخده الأيمن في مواجهات اندلعت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال عام 2004 أثناء اقتحامها مدينة أريحا.
وتطالب عائلة سراديح، بتسليم جثمان نجلها لتشريحه والتعرف على أسباب الوفاة وكشف مزاعم الاحتلال التي تدعي بوفاة "ياسين" جراء استنشاقه الغاز المسيل للدموع.
ووثقت إحدى كاميرات المراقبة في المكان عملية إطلاق النار على الشهيد "ياسين" من مسافة الصفر والاعتداء عليه من قبل قوات الاحتلال التي اقتحمت المكان في ساعات الليل المتأخر.
من جهته، قال المتحدث الإعلامي باسم نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري، إن الشهيد السراديح تعرض منذ اللحظة الأولى لاعتقاله للضرب المبرح، وبعد ساعات من اعتقاله أبلغ الاحتلال عائلته بخبر استشهاده.
وأكد الزغاري لصحيفة "فلسطين" أن عمليه اعتقال السراديح، كشفت حجم الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني خلال الاقتحام الليلية التي تنفذها قوات الاحتلال للمدن والبلدات الفلسطينية.
وبين أن كاميرات المراقبة وثقت اعتداء الاحتلال على السراديح، ودحضت مزاعم الاحتلال التي تتحدث عن وفاته جراء استنشاقه الغاز المسيل للدموع، مؤكدًا أن الدائرة القانونية في نادي الأسير تتابع القضية عن كثب وتطالب بتشريح جثمان الشهيد بحضور طبيب ومحام فلسطيني، للتعرف على أسباب الوفاة.
وحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن ما يتعرض له المعتقلون والأسرى خلف القضبان، داعيًا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الجرائم التي يمارسها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وباستشهاد السراديح يصبح عدد الشهداء الذين سقطوا في سجون الاحتلال وتحت التعذيب، بعد الاعتقال بحسب الزغاري، إلى 213 أسيرًا.
وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو 6500 أسير فلسطيني بينهم 590 أسيرا محكوما بالسجن مدى الحياة، و500 معتقل إداري، و400 طفل، و60 أسيرة.